أحدث الأخبار
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد

كيف حالك يا جاري؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-03-2017


اختلف مفهوم الجيرة كثيراً هذه الأيام، وطبعاً اختلف الجيران، كثير من جيران اليوم تعرف أنهم يسكنون في البيت المقابل لبيتك، لكنك لا تعرف من هم على وجه التحديد، لا تعرف أحياناً ملامح وجوههم، ولا أسماءهم، ولا عدد أطفالهم، لا تدري إن كانت ربة المنزل تعمل أم لا؟ أين يشتغل زوجها، لا زالت فيه أم أنها غادرت إلى بيت أهلها؟

أنت لا تعرفهم لأنك باختصار شديد لا تراهم عادة، لا حين يخرجون إلى وظائفهم مبكراً، ولا حين يعودون مساء، كما أنك لا تسمع صراخ أطفالهم، كل ما تعرفه أن لديهم خادمة سيريلانكية تطرق بابك بين وقت وآخر لأسباب مختلفة!!


هذه صورة حقيقية لطبيعة الجيرة والجيران في أحيائنا السكنية، فمعظم العلاقات التي تسود حالياً بين الجيران في الأحياء المختلفة تعتمد نمط علاقات وسلوكيات لم يعتدها مجتمعنا، فالجدات والأمهات، ما زلن يمارسن حياة ما قبل التحولات الجذرية التي حدثت لمجتمع الإمارات، هن لا يزلن منجذبات لتلك الأيام التي يعدّ فيها التواصل اليومي بين الجيران طقساً ضرورياً ودليل حيوية وعافية ونبل أخلاق، وتدين، على اعتبار أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أوصى بالجار، والجار قبل الدار، وعادة ما كنا نرى جدتي تمعن في التودد إلى جيراننا الذين يقطنون المنزل المقابل لمنزلنا، وحين نسألها لماذا؟ تقول إنهم جيران القبلة.


اليوم لا يخرج الناس من قصورهم ومنازلهم الفخمة والشاهقة التي تشبه الحصون، لقد تمترسوا خلف الأسوار مع جموع من الخدم والخادمات الفلبينيات والإثيوبيات، حتى يبدو عدد الخدم في أحيان كثيرة ضعف عدد سكان المنزل، لم يعد التزاور طقساً حياتياً في الأحياء السكنية، لم تعد ترى امرأة تمشي من بيتها لبيت جارتها سعياً للتواصل والثرثرة وكسر الملل وبحثاً عن ألفة التواصل، فإذا حدث وشاهدت واحدة تمشي بين الأحياء فلا بد أن تكون سيدة كبيرة السن ما زالت تعتقد أن للجار حقاً، وأن الزيارة ضرورة اجتماعية، وأنها الحصانة النفسية الأولى ضد أمراض الوحدة والاكتئاب والعزلة في البيوت الشاهقة.


كنت وما زلت أعتقد، مثل جدتي، أننا فرّطنا في هذه الفريضة الاجتماعية -التزاور-، لقد فرطنا بسبب الإهمال واللامبالاة حيناً، ولظروف العمل والانشغالات أحياناً، وتحت وطأة ظروف التحولات والتنقلات التي حكمت حياتنا الاجتماعية حين اضطر كثيرون إلى الانتقال عبر عدة منازل، ما جعلهم -تدريجياً- يفقدون جيرانهم الذين اعتادوا الحياة معهم، وبفقد الجيران القدماء فشل الكثيرون في تأسيس علاقات جيرة عميقة ومتجذرة وحميمة، ما أدى إلى انكفاء هؤلاء داخل بيوتهم والاكتفاء بالتواصل مع المقربين من الأهل والأبناء أو الجيران القدماء عبر الهاتف أو الزيارات المتقطعة وعلى فترات متباعدة.