كشفت دراسة أوروبية مشتركة، أعدتها الجمعية الأوروبية لحرية العراق، واللجنة الدولية للبحث عن العدالة، في لندن، عن تدخُّل الحرس الثوري الإيراني، خلال العقود الثلاثة الماضية، في شؤون 14 دولة بالمنطقة.
كما كشفت الدراسة التي نُشرت، الأربعاء، أشكالاً ودرجات متنوعة من التدخل وتمويل الجماعات الموالية لإيران؛ لتحقيق أهداف طهران التوسعية.
وبحسب الدراسة، تؤجج أنشطة الحرس الثوري الإيراني داخل إيران وخارجها، الصراعات الطائفية، ونشر الإرهاب في بلدان الشرق الأوسط لبسط نفوذها.
وتطلّب إعداد هذا البحث المعمق حول الدور التخريبي للحرس الثوري الإيراني، عدة أشهر، وسيتم تسليمه إلى الخارجية البريطانية، والاتحاد الأوروبي، ومجلس الأمن، وإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي تنظر في اقتراح تصنيف الحرس الثوري كـ"جماعة إرهابية"؛ إذ -وبحسب معدي البحث- فإنه لا يمكن تجاهل هذه الأدلة، حسبما نقلت "العربية.نت".
وأوضحت الدراسة المشتركة، أن تدخلات إيران، وخاصة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، زادت منذ بدء المفاوضات بشأن برنامجها النووي وحتى التوصل إلى اتفاق نهائي مع القوى العظمى صيف عام 2015.
ومن بين الأدلة التي جمعتها الدراسة المشتركة الشاملة، استخدام الحرس الثوري شركات وهمية لإدارة 90 ميناء، أي ما يمثل 45% من موانئ إيران، بعائدات سنوية تصل إلى 12 مليار دولار.
وتتم عملية تهريب الأسلحة من إيران إلى دول مجاورة، ثم إلى المليشيات التابعة لها لزعزعة استقرار دول الجوار.
ستروان ستيفنسن، رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق، أوضح في الدراسة أن "(الحرس الثوري) يهرّب الأسلحة والذخيرة وقوات مسلحة، وحاويات مليئة بالمعدات العسكرية إلى اليمن، وإلى تنظيمات تقاتل بالوكالة لنشر الحروب والصراعات في الشرق الأوسط".
وأضاف: "هذه أدلة تُظهر أن النظام الإيراني يستخدم (الحرس الثوري) لنشر الإرهاب في المنطقة، ومن المهم أن يتيح إدراج هذه القوات على قوائم الإرهاب".
كما يقول حسين عابدين، من لجنة السياسة الخارجية في المقاومة الوطنية الإيرانية: "إذا ما كانت هناك جدية في محاربة التطرف، وإساءة استخدام الإسلام، فيجب استهداف (الحرس الثوري)، والجماعات التابعة له من شخصيات وشركات، ووضعها على قائمة الإرهاب ومعاقبتها وطردها من الشرق الأوسط".
وخلصت الدراسة إلى توصيات تدعو لمواجهة "الحرس الثوري"، ويأتي على رأسها تطبيق شامل لقرار مجلس الأمن 2231، بوقف أنشطة تطوير أنظمة الصواريخ، وتهريب الأسلحة الى الدول المجاورة، مع طرد مليشياتها المقاتلة، وخاصة من سوريا والعراق.