حذر رئيس حزب "حركة التغيير" اللبناني، المحامي إيلي محفوض، من تحوُّل "حزب الله" اللبناني إلى "حرس ثوري" أو "حشد شعبي"، مشدداً على أن "إشكالية سلاح حزب الله هي دوماً موضع خلاف بين اللبنانيين".
وتابع محفوض، في تصريح لوكالة الأناضول، أنه "عندما بدأت طاولة الحوار (اجتماعات عُقدت بين القيادات اللبنانية في مجلس النواب ثم القصر الجمهوري) بعقد اجتماعاتها، كان الهدف هو الحديث عن إشكالية السلاح خارج إطار الدولة، لكن حزب الله أخذ الحوار إلى مكان آخر".
ومضى قائلاً إنه "بسبب هذا السلاح المتفلت المتمثل في ميليشيا حزب الله، وتحت ضغطه، اضطر فريق 14 آذار (تنتمي إليه حركة التغيير) إلى تقديم تنازلات أكثر من مرة، وأذكّر الذين يدافعون عن سلاح حزب الله وعن حامليه بأن 5 من عناصر وقياديي هذا الحزب لا يزالون متهمين أمام القضاء الدولي باغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري (يوم 14 فبراير2005)".
ويتنافس في الساحة السياسية اللبنانية فريقان؛ هما: فريق "14 آذار" بقيادة سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل، المدعوم من السعودية، وفريق "8 آذار" بقيادة حسن نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله"، المدعوم من إيران.
ومع اندلاع النزاع بالجارة سوريا، في مارس 2011، انقسمت الساحة اللبنانية بين مؤيد لنظام بشار الأسد، على رأسهم فريق 8 آذار، ومؤيد للمعارضة السورية، في مقدمتهم فريق 14 آذار، ثم تسبب قتال قوات "حزب الله" بجانب قوات نظام الأسد، منذ عام 2013، في تعميق هذا الانقسام.
حرس أو حشد
رئيس حركة التغيير اللبنانية أبدى تخوفه "من تشريع سلاح حزب الله، فييصير الحزب في لبنان كالحرس الثوري بإيران، أو الحشد الحشد الشعبي في العراق، لذا من المفترض على قوى 14 آذار، أو من تبقى منها، أن تلملم صفوفها؛ لأنه عندما غاب التنظيم الإداري لهذه القوى بهُتت الحياة السياسية في لبنان".
محفوض، وهو عضو الأمانة العام لقوى 14 آذار، تابع بقوله: "لا شك في أن البعض سيستغل المواقف الأخيرة (منها تصريح عون المؤيد لهذا السلاح) لتأسيس معادلة جديدة في لبنان، لتحويل حزب الله إلى تنظيم لبناني شرعي، كما هو الحال في إيران والعراق".
ولمواجهة مثل هذه التحركات، رأى أنه "يجب اتخاذ خطوات؛ منها أن تلملم قوى 14 آذار نفسها وتجميع القوى السيادية، ثم وضع إطار تنظيمي جديد لقوى 14 آذار، وأيضاً العودة إلى طرح الشعار الأساسي الذي انطلقت منه قوى الاستقلال، وهو لا سلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية".
وأعرب محفوض عن أسفه؛ "لأن التسوية في كل مرة تكون على حساب فريق واحد، والذي يقدم التنازلات تلو التنازلات، في وقت لم يتراجع فيه حزب الله عما يريده".
واعتبر أنه "مخطئٌ من يظن أنه يمكن مطالبة المجتمع الدولي بمساعدة لبنان في وقت تتخلى فيه القيادات اللبنانية عن دورها السيادي، لذا عندما تتوحد الصفوف في لبنان يمكننا الضغط على دول العالم لمساعدتنا".
وحركة التغيير هي حزب مسيحي تأسس عام 1985، ومنذ عام 1990 قام الحزب بحملات وتظاهرات مناهضة للوجود السوري في لبنان، بعد انتهاء الحرب اللبنانية عام 1989، حتى الخروج العسكري السوري عام 2005.