أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أن واشنطن لم تعد متمسكة بحل الدولتين كأساس للتوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في موقف يتعارض مع الثوابت التاريخية للولايات المتحدة في هذا الشأن، ويأتي عشية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض.
وقال المسؤول الكبير في البيت الأبيض، لوكالة الأنباء الفرنسية، مشترطاً عدم نشر اسمه: "إن الإدارة الأمريكية لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين؛ بل ستدعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، أياً كان هذا الاتفاق".
وأضاف: "إن حلاً على أساس دولتين لا يجلب السلام؛ ليس هدفاً يريد أي أحد تحقيقه"، مبيناً أن "السلام هو الهدف، سواء أتى عن طريق حل الدولتين إذا كان هذا ما يريده الطرفان أم عن طريق حل آخر إذا كان هذا ما يريده الطرفان".
وحل الدولتين، أي إن إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام، وهو ركيزة التسوية السلمية في الشرق الأوسط التي سعى للتوصل إليها كل الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين منذ ربع قرن ونيف.
لكن دونالد ترامب أحدث منذ تسلمه مفاتيح البيت الأبيض في العشرين من يناير، قطيعة مع مواقف كل أسلافه من النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، فقد أعلن أنه يفكر "بكل جدية" في نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، كما أنه رفض اعتبار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عائقاً أمام التوصل إلى اتفاق سلام.
وفي سياق متصل، نشر اليوم الوزير الإسرائيلي "أيوب قرا" في حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، الثلاثاء، أن ترامب سيبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يستقبله، الأربعاء، في البيت الأبيض، مقترح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء بدلاً من الضفة الغربية.
وفي أغسطس 2014، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي تقريراً جاء فيه أن السيسي عرض على الرئيس الفلسطيني خطة بتقديم 1600 كم مربع من سيناء بغية إقامة دولة فلسطينية، لكن الخارجية المصرية نفت الأمر في وقت لاحق.
إلا أنه وفي الأول من سبتمبر من العام ذاته، كشف الرئيس الفلسطيني في كلمة ألقاها باجتماع الهيئة العامة لإقليم حركة فتح في رام الله، عن اقتراح قدمه أحد كبار القادة في مصر، دون أن يسميه، لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس إضافة أراضٍ من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى قطاع غزة، لكن عباس أكد أنه رفضه.