زيادات سنويةوفي حالة مشابهة روى مستأجر آخر، طلب عدم ذكر اسمه، أنه عقب معاينته لوحدة سكنية مكونة من غرفة وصالة في منطقة الرفاعة في دبي، وبعد اتفاقه «هاتفياً» مع مكتب العقارات على القيمة الإيجارية للوحدة، توجه إلى توقيع عقد الإيجار ليفاجأ بوجود شرطين إضافيين هما حق المالك في فرض زيادة سنوية للإيجار، وحق المالك في إخلاء الوحدة السكنية عند إخطار المستأجر.
وأوضح أنه رفض التوقيع على العقد، حيث إنه رأى في فرض مثل هذه الشروط إجحافاً كبيراً لحقه في الاستقرار والاستفادة من الحماية التي توفرها القوانين المنظمة للعلاقة بين المالك والمستأجر في دبي.
وفي إجراء نادر الحدوث قال المستأجر محمد السيد، إنه يستأجر وحدة سكنية مكونة من غرفتين وصالة في منطقة الممزر في دبي منذ عامين، وقبل موعد تجديد العقد بثلاثة أشهر استلم إخطاراً من المالك يفيد بتخفيض الإيجار بمقدار ألفي درهم بشرط توقيع نسخة من عقد الإيجار الجديد المرفق بالإخطار.
وأضاف أنه مع قراءة نسخة عقد الإيجار المرفقة لاحظ قيام المالك بإضافة شروط إضافية مثل حق في زيادة القيمة الإيجارية سنوياً وإخلاء الوحدة عند الطلب، وبمناقشة الأمر مع الممثل القانوني للمالك أصر على إضافة هذه الشروط التي يتضمنها العقد للاستفادة من التخفيض المقترح.
وقال المستأجر إنه أصبح بين خيارين أولهما الاستجابة لطلب المالك بالتوقيع على الصيغة المعدلة للعقد والتي تتضمن شروطاً مجحفة في سبيل الاستفادة من التخفيض الطفيف في القيمة الإيجارية، أو رفض الصيغة الجديدة للعقد وبقاء القيمة الإيجارية على ما هي عليه.
وأضاف أنه اكتشف أن جميع المستأجرين بالعقار تعرضوا للموقف ذاته في محاولة للمالك منح نفسه الحق في فرض زيادات سنوية لبدل الإيجارات مستقبلاً بما يتعارض مع القوانين المنظمة للقطاع، أو استعمالها كوسيلة ضغط لإخلاء العقار والاستفادة من إعادة تأجيره العقار لمستأجرين جدد بأسعار أعلى.
ولفت إلى أنه قام باستطلاع رأي أحد المحامين الذي أكد له حقه في تقديم شكوى لدى لجنة فض المنازعات الإيجارية في دبي في حال قيام المالك بفرض أي زيادة بالاستناد إلى البنود الإضافية التي تم تضمينها في العقد الجديد.
ممارسات فردية
من جانبه، أكد محمد تركي، مدير العقارات بشركة «الوليد العقارية»، التي تمتلك وتدير مجموعة من الأبراج والمشاريع السكنية والتجارية في دبي، أن محاولة فرض بنود غير قانونية بعقود الإيجار تعد «ممارسات فردية» نادرة الحدوث، لافتاً إلى أن الغالبية العظمى من الملاك يُبدون التزاماً واضحاً بالقوانين المنظمة للقطاع العقاري في الإمارة.
وأضاف أن هذه الممارسات الفردية لا تعكس الصورة الحقيقية للسوق العقارية في دبي التي تتمتع بأقوى قاعدة تشريعية لتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر، بالإضافة إلى إتاحتها الفرصة للطرفين للاحتكام لجهة قانونية للفصل في المنازعات الناشئة وهي لجنة فض المنازعات الإيجارية.
وقال إن الشركات العقارية العريقة التي تتمتع بباع طويل في القطاع العقاري تلتزم حرفياً بما ورد في القوانين واللوائح المنظمة للقطاع، بينما يلجأ بعض صغار الملاك إلى ابتكار حيل غير قانونية للالتفاف حول نصوص القانون لفرض زيادات بما يتعارض مع الآليات القانونية المنظمة.