اعتبر تقرير استخباراتي لمركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، أن تنظيم "داعش" أكثر جاذبية من تنظيم القاعدة؛ لأنه- وخلافاً لما كان سائداً- نجح في استقطاب كفاءات علمية ومهنية متنوعة جعلته قادراً على بناء مجتمعه بعيداً عن وسائل الإعلام.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية، ونشر ترجمه له الموقع الإخباري "الخليج أونلاين"، فإن قوائم التجنيد الخاصة بالتنظيم لم تكن مقتصرة على الفقراء أو القادمين من مناطق نائية، كما كان يتوقع بعضهم، بل إن تدقيق تلك القوائم يشير إلى أن التنظيم يضم أعداداً كبيرة جداً من المتعلمين، من بينهم محامون ومهندسون وضباط شرطة وفنيون ومهندسو حاسوب ومهنيون، وهي- على ما يبدو- جزء من استراتيجية زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي لبناء دولته في العراق وسوريا، بحسب الصحيفة.
ويتابع التقرير أنه وبعد فحص سجلات المنتمين إلى "داعش"، ومقارنتهم بأولئك الذين انضموا سابقاً إلى تنظيم القاعدة، فإن الفرق يبدو كبيراً جداً.
فالقاعدة- بحسب الصحيفة- كانت منظمة متمردة وأقل جاذبية، أما تنظيم "داعش" فسيطر على الأرض، وبدأ يبني ما يعرف بـ "الدولة الإسلامية".
وإذا كانت الإحصاءات حول عدد مقاتلي التنظيم غائبة، فإن التقرير أشار إلى أن "مقاتلي التنظيم في العراق وسوريا ينحدرون من 50 دولة"، وأن التقديرات تقول إن عددهم اليوم في البلدين يقدر بنحو 20 ألف مقاتل، باستثناء المجاميع التابعة الأخرى للتنظيم والموجودة في كل من ليبيا وسيناء المصرية وأفغانستان وباكستان وغيرها.
التقرير قارن بين مقاتلي التنظيمين؛ فمقاتلو القاعدة كانوا ينحدرون في مجملهم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأعداد قليلة من أوروبا، أما مقاتلو تنظيم "داعش" فهناك 126 شخصاً من فرنسا، و210 من روسيا، و163 من الصين التي لم يسبق أن انضم أي من مواطنيها إلى القاعدة.
هذا التنوع الكبير- بحسب التقرير- في مجتمع المنتمين إلى "داعش"، يجعل صعباً على الأجهزة الأمنية أن تضع تصوراً لصورة المقاتل المفترض أنه ينتمي إليه.
ولفت التقرير إلى أن أكثر الدول العالم التي انتمى أبناؤها إلى التنظيم هي تونس، وتليها السعودية وليبيا، والمفاجأة أيضاً أن روسيا احتلت المركز الثالث، ثم فرنسا.
وتظهر القراءة في ملف المنتمين إلى تنظيم "داعش" أن الوافدين إلى مناطق التنظيم يشكلون خليطاً قادراً على خلق مجتمع إسلامي جديد كلياً، فهناك نحو 629 من رجال الأعمال، و76 من عناصر الشرطة والجيش، و103 من ذوي (الياقات البيضاء) المهرة، بينهم محامون ومهندسون وخبراء تكنولوجيا ومعلومات، بالإضافة إلى 69 مهنياً، و28 من العاملين بمجال الإعلام.
وعمد تنظيم "داعش" خلال السنوات الماضية إلى نشر إعلانات من خلال وسائله الإعلامية المختلفة، تتحدث عن طلب وظائف في مختلف التخصصات، على اعتبار أن "دولته الإسلامية" المفترضة تستعد لتكوين مجتمعها القادر على "غزو العالم".
لم يكن الوصول إلى مدن تنظيم "داعش" بالسهولة التي كان يعتقدها بعضهم، بحسب التقرير، فلقد وضع التنظيم العديد من نقاط التفتيش قبل الدخول إلى سوريا، وهي- كما يقول التقرير- لا تقل عن "سبع نقاط تفتيش".