اتهمت الحكومة السودانية أبوظبي بإبعاد موظفين قنصليين من قنصليتها العامة في دبي، معتبرةً ذلك انتهاكًا لاتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، وذلك في تصعيد جديد للخلاف بين البلدين، بعد أيام من قرار الخرطوم قطع العلاقات الدبلوماسية أبوظبي.
وجاءت هذه الخطوة في ظل توترات متزايدة بين الطرفين، بدأت مع ضربات جوية بمسيّرات استهدفت مناطق حيوية في مدينة بورتسودان (شرق) مطلع مايو الجاري، وهي المدينة التي تُعد المقر المؤقت للحكومة السودانية منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وتُتهم أبوظبي من قبل الخرطوم بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع، عبر تزويدها بأسلحة استُخدمت في الهجمات على بورتسودان، وفقاً لتصريحات سودانية رسمية.
وأشار بيان صادر عن الخارجية السودانية إلى أن "السلطات الإماراتية أصدرت قراراً خلال الأيام الماضية بإبعاد غالبية أعضاء البعثة القنصلية السودانية في دبي دون إبداء مبررات"، مُضيفةً أن الدبلوماسيين المُبعدين "خضعوا للاحتجاز لمدة 8 ساعات في مطار دبي بعد إتمام إجراءات السفر، مع تفتيش هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية بشكل تعسفي"، ووصفت البيان هذه الإجراءات بأنها "انتهاك صارخ لاتفاقيات فيينا المنظمة للعلاقات الدبلوماسية، والتي تُلزم الدول بحماية الممثلين الدبلوماسيين وضمان حصانتهم".
كما اعتبر البيان أن "هذه الحادثة تُظهر تجاهل الإمارات لالتزاماتها القانونية الدولية، وتُؤكد نيتها الإضرار بمصالح المواطنين السودانيين المقيمين على أراضيها، خاصة مع طرد المسؤولين عن تقديم الخدمات القنصلية ومعالجة ملفات الجوازات، مما يُعقّد أوضاعهم ويُهدد خصوصيتهم".
من جهتها، لم تصدر وزارة الخارجية الإماراتية أي رد رسمي على هذه الاتهامات، بينما ظلت أبوظبي تنفي باستمرار تقديم أي دعم عسكري لقوات الدعم السريع، رغم تقارير أممية وأمريكية تشير إلى عكس ذلك.
يُذكر أن الهجمات الأخيرة بمسيّرات على بورتسودان استهدفت منشآت حيوية، مثل المطار الدولي الوحيد العاملة في المنطقة، ومحطة توليد الكهرباء الرئيسية، ومستودعات الوقود، مما زاد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في البلاد، التي تشهد نزاعاً مسلحاً منذ أكثر من عام بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أسفر عن مقتل آلاف المدنيين، ونزوح أكثر من 13 مليون شخص، فيما تُصنف الأمم المتحدة الأزمة بأنها "الأسوأ عالمياً" على صعيد الكوارث الإنسانية.