كشفت تقارير إعلامية عن تزايد الدعم المقدم للسلفيين في ألمانيا من دول خليجية وبالأخص السعودية والكويت وقطر، وذلك وفقا لتقارير استخباراتية ألمانية. ووفقا لصحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية الصادرة فإن جهاز الاستخبارات الخارجية (بي إن دي) وهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) كتبا في تقرير أولي إلى الحكومة الألمانية أن منظمات دينية من السعودية وقطر والكويت أقامت مساجد ومؤسسات تعليمية كما أنها أرسلت دعاة إلى ألمانيا «لنشر النسخة الأصولية من الإسلام». كما بثت قناتي (إن دي آر) و(في دي آر) التلفزيونيتين مطولا عن هذا الموضوع.
وأضاف التقرير أن هذه النتيجة تستند إلى الشواهد التي تم التوصل إليها حتى الآن. ونقلت الصحيفة عن هيئة حماية الدستور القول إن التجربة العملية أوضحت «عدم وجود فارق ثابت يمكن ملاحظته بين السلفية الدعوية والسلفية الجهادية»، حيث ساق مثالا على ذلك بحالة «جمعية إحياء التراث الإسلامي». المتواجدة في ألمانيا، كذلك أشار التقرير إلى أنه لا توجد شواهد على تقديم دعم بصورة متعمدة « لهياكل وشبكات سلفية لديها استعداد للعنف».
غير أن أجهزة الاستخبارات الألمانية انتهت في تقريرها إلى أن هذه الحركات «وثيقة الصلة بجهات حكومية في البلاد التي تنحدر منها (هذه الحركات)». وتابع التقرير أنه من المنتظر إعداد قائمة تضم أسماء قيادات ودعاة معروفين في أوروبا لمنعهم من السفر إلى دول منطقة فضاء شينغن.
وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير قد قرر قبل نحو أسبوعين حظر جمعية «الدين الحق» على خلفية حملة «أقرأ» التي نظمتها الجمعية ووزعت خلالها كتبا ومنشورات إسلامية. غير أن المتحدث أوضح أن جمعية «نحب محمدا» أصغر بكثير من جمعية «الدين الحق».
ورصدت المخابرات الداخلية في ألمانيا نشاطا سابقا في مدينة فرانكفورت بولاية هيسن وسط ألمانيا شارك فيه أحد الناشطين السابقين في حملة «اقرأ».
وأوضح المتحدث أن وزير الداخلية الألماني هو من سيقرر ما إذا كانت أنشطة الجمعية تشكل امتداد لمنظمة «الدين الحق» التي تم حظرها «ونحن نقدم معلومات بالطبع ونراقب هذا التنظيم». وهو ما اعتبره الإعلام بداية رأس الخيط الذي اتبعه الأمن في ألمانيا لمراقبة العلاقات الخارجية لهذه المنظمات.
وقال وزير داخلية ولاية شمال الراين ـ فيستافاليا الألمانية رالف ييغر في تصريحات خاصة لصحيفة «رور ناخريشتن» الألمانية أنه «تم ضبط الكثير من أدلة تورط السلفيين في أعمال مخالفة لقانون. ومن الممكن أن ينتج عنها دعوى جنائية». يذكر أن وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزير حظر جماعة «الدين الحق» الإسلامية المتشددة التي نظمت حملات توزيع قرآن في مدن ألمانية تحت شعار «اقرأ!».
وصادر أفراد الشرطة خلال حملة المداهمات وسائط تخزين وهواتف ذكية – وأسلحة أيضا في حالات فردية- ولكن لم يكن هناك اعتقالات. وشدد ييغر على ضرورة أن تركز التحقيقات حاليا على إذا ما كان يتم دعم هذه الجماعة ماليا أم لا وعلى هوية الجهة الداعمة لها. وقال: «إن طباعة مئات الآلاف من نسخ القرآن وتوزيعها يعد أمرا مكلفا».
كما أعرب الوزير المحلي عن أمله في مزيد من التحريات عن مؤسس الجماعة إبراهيم أبو ناجي، وقال: «ليس لدينا شيء جنائي ضده حتى الآن، ولكن ربما يسفر تقييم الأدلة المضبوطة عن شيء يكفي لتجريمه من أجل إجراء تحقيقات معه».
وقال وزير داخلية ولاية شمال الراين- فيستافاليا الألمانية رالف ييغر في تصريحات خاصة لصحيفة «رور ناخريشتن» الألمانية على ضرورة أن تركز التحقيقات حاليا على إذا ما كان يتم دعم هذه الجماعة ماليا أم لا وعلى هوية الجهة الداعمة لها. وقال: «إن طباعة مئات الآلاف من نسخ القرآن وتوزيعها يعد أمرا مكلفا».
وأضاف «أن دولة القانون بمنعها لنشاط الجماعة السلفية ومنع توزيعها للقرآن تضع إشارة واضحة ضد استخدام الدين من قبل أشخاص يدعمون منظمات إرهابية». وذكر الوزير الألماني أن هناك نحو 140 شابا إسلاميا سافروا من ألمانيا حتى الآن إلى مناطق النزاع التي يقاتل فيها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بعد اجترارهم للتطرف من خلال حملات توزيع القرآن التي تم حظرها حاليا في ألمانيا. وأوضح «يتعين علينا منع ذلك». وأضاف أنه تم اجترار هؤلاء الشباب نحو التطرف في إطار توزيع القرآن في الشوارع والميادين الذي كان يبدو غير ضار.
وكتبت صحيفة «أوسنبروكر تسايتونغ» معلقة على مداهمات الشرطة الألمانية لجمعيات سلفية « المتشددون تعلموا تحت ستار الدين وحرية الرأي في الدول الغربية، فكيف يروجون لما يسمى بالجهاد. وفي الأثناء أصبحت الحركة الإسلامية كبيرة، بحيث إنها ستنجو من إجراءات منع الجمعيات من الناحية القانونية، هذا إذا تمت محاكمة من يقفون خلفها أصلاً. وفقط للتذكير، يقاتل عدة آلاف من الأوروبيين في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» داعش.
ويبدو أن صحيفة «دي فيلت» أرادت أن تنشر رسالة تطمينية إلى المسلمين في ألمانيا حيث عنونت موضوعها بأن الدولة ليست ضد المسلمين أبداً حيث نشرت الصحيفة الألمانية «السلفيون مثل جماعة ‘الدين الحق’ يشبهون بعض الطوائف المسيحية واليهودية، يضعون الدين بشكله القديم مقابل الدولة الحديثة، لكن السلفيين لا يرفضون الحداثة التي ينأون فيها بنفسهم عن الدولة وينغلقون على أنفسهم في جماعات وينشدون الخلاص الروحي، وإنما يسعون إلى إسقاط كل الحكام في الدول الإسلامية وإلى التبشير القسري في كل أنحاء العالم».
يذكر أنه في سبتمبر، قامت قوات الأمن الألمانية بإلقاء القبض على ثلاثة سوريين في ولاية شليزفيغ-هولشتاين بتهمة الإرهاب والقدوم لألمانيا بهدف العمل لصالح تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي نفس الشهر، تم إلقاء القبض على شاب قاصر يبلغ من العمر 16 سنة في مدينة كولونيا بتهمة التخطيط لتنفيذ اعتداء إرهابي في ألمانيا.
ويقوم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ومديره جمال السويدي وشخصيات عربية وخليجية معادية للإسلام الوسطي بالتحريض على المسلمين عموما في أوروبا جراء عداءهم السياسي لتيارات الإسلام الوسطي الذي هزمهم في جميع الانتخابات التي تجري في الدول العربية عندما تكون حرة ونزيهة.
ويقوم الأزهر من حين لآخر بإرسال قوافل "السلام" لأوروبا لمزاحمة المسلمين هناك والتشكيك فيهم وعرض خدماته مقابل إقصاء المسلمين عن مراكزهم وأنشطتهم الدعوية السلمية لمعظمهم، كون التطرف والتشدد مرصود من جهة، ومنبوذ من غالبية المسلمين.