بعد مرور أكثر من 6 أسابيع منذ إطلاق القوات العراقية معركة "تحرير الموصل" من سيطرة تنظيم الدولة، الذي فرض سيطرته على المدينة منذ يونيو 2014، شهدت المعركة إرباكاً كبيراً في صفوف القطعات العسكرية مؤخراً.
ووفقاً لمصادر عراقية على اطلاع على مجريات العمليات العسكرية، نقل عنها الموقع الإخباري "الخليج أونلاين"، فإن معركة الموصل بدأت تواجه تحديات كبيرة؛ أبرزها "الخسائر البشرية والمادية الكبيرة في صفوف القوات الأمنية ومليشيات الحشد الشعبي، التي تسببت بحدوث حالات هروب في صفوفها".
وقالت المصادر، طالبة عدم الكشف عن هويتها: إن "القوات الأمنية الموجودة في مدينة الموصل بدأت تعاني من انهيار بعض قطعاتها العسكرية في محاور القتال ضد تنظيم داعش؛ بسبب تفشي حالات الهروب في صفوفها؛ وذلك بسبب المقاومة الشرسة التي يبديها عناصر التنظيم، والخسائر البشرية الكبيرة في صفوفها".
وأضافت: إن "سوء الأحوال الجوية وتواصل المعارك تسبب في إضعاف معنويات الجنود، خصوصاً أن أغلب الجنود لم يلتقوا بذويهم منذ انطلاق العملية"، مشيرة إلى أن "المعارك في مدينة الموصل أصبحت أكثر شراسة وأكثر صعوبة من الأيام الأولى من انطلاق العملية".
وكانت بعثة الأمم المتحدة لدى العراق، أعلنت الخميس الماضي (3|12)، أن القوات العراقية فقدت نحو 2000 من عناصرها خلال نوفمبر الماضي، وخصوصاً في معركة الموصل، في حين أصيب 450 آخرون بجروح، وذلك قبل أن تعلن البعثة في بيان لاحق أن "الأرقام التي وردت عن الضحايا العسكريين لم يتم التحقق منها إلى حد كبير".
القيادات العسكرية في الجيش العراقي من جهتها بررت بطء تقدم القوات الأمنية نحو مركز مدينة الموصل بوجود المدنيين داخل المدينة، فضلاً عن عدم وجود أعداد كافية من الجيش العراقي تتولى مهمة مسك الأرض بعد تحريرها.
وقال النقيب في الجيش العراقي، أمين الجبوري: إن "القوات الأمنية متمثلة بجهاز مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة والفرقة 16 في الجيش العراقي، تخوض معارك شرسة ضد تنظيم داعش وحققت تقدماً كبيراً على كافة الجبهات، لكنها تعاني كثيراً من النقص الحاصل في صفوفها دون تعزيزها بقوات إضافية لإدامة زخم المعارك".
وأضاف: إن "القائد العام للقوات المسلحة أوعز للفرقة 17 في الجيش العراقي المتمركزة جنوب بغداد بالتوجه إلى مدينة الموصل، لكنها لغاية اللحظة لم تحرك أياً من قطعاتها دون معرفة الأسباب".
وفي السياق عزا مصدر عسكري سبب تأخر تحرك القطعات العسكرية إلى مدينة الموصل إلى امتناع إعداد كبيرة من الجنود عن الالتحاق بصفوف القوات الأمنية بالموصل.
وقال المصدر، طالباً عدم الإفصاح عن هويته: إن "بعض الجنود تركوا الخدمة العسكرية خوفاً من إرسالهم إلى مدينة الموصل للمشاركة في المعارك المستمرة ضد تنظيم داعش"، مشيراً إلى أن "الحكومة العراقية أرسلت تشكيلات عسكرية جديدة إلى الموصل".
واستدرك "لكن هذه القوات لم تكمل معسكرها التدريبي؛ الأمر الذي زاد من حالات الإرباك وارتفاع حالات الهروب في صفوف القوات الأمنية".
وبعد إخفاق القوات الأمنية بالوصول إلى مركز مدينة الموصل، بعد نحو 50 يوماً من القتال، تحدثت مصادر حكومية؛ بينها النائب عن محافظة الموصل، أحمد الجبوري، عن وضع القيادات العسكرية خطة جديدة، تتضمن إعادة انتشار القطعات وتعزيزها بتشكيلات جديدة.
وقال الجبوري في تصريح صحفي له: إن "تبديل الخطط العسكرية في المعارك أمر طبيعي"، مشيراً إلى أن "قيادة عمليات معركة الموصل ستدفع بقوات وتشكيلات إضافية من الشرطة الاتحادية مع جهاز مكافحة الإرهاب".
وبين أن "التغييرات ستشمل المحور الشمالي المتعثر منذ انطلاق العملية"، ملمحاً إلى "وجود تلكؤ في أداء الفرقة 16 من الجيش العراقي".