11:59 . أضرار التدخين السلبي على الأطفال.. تعرف عليها... المزيد |
11:59 . تأجيل اجتماع "أوبك بلس" الوزاري إلى خمسة ديسمبر... المزيد |
11:58 . بوتين يهدد بضرب كييف بصاروخ فرط صوتي بعد استهداف شبكة الطاقة... المزيد |
11:57 . أسعار النفط تتأرجح بين المخاوف الجيوسياسية وتأجيل اجتماع "أوبك+"... المزيد |
11:56 . رئيس الدولة في يوم الشهيد: الإمارات ستظل وفيّة للقيم التي جسدتها بطولات شهدائها... المزيد |
11:56 . رئيس السنغال: وجود القواعد العسكرية الفرنسية يتعارض مع السيادة الوطنية... المزيد |
11:54 . المعارضة السورية تعلن السيطرة على ريف حلب الغربي بالكامل... المزيد |
11:53 . تشاد تعلن إنهاء اتفاق دفاعي مع فرنسا... المزيد |
11:52 . تقرير سري للطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسع جديد في تخصيب اليورانيوم... المزيد |
10:13 . منتخبنا الوطني يتقدم خمسة مراكز في تصنيف "فيفا"... المزيد |
10:12 . أبوظبي للتقاعد: لا تعديلات جديدة على شروط استحقاق التقاعد... المزيد |
09:19 . الرئيس الجزائري يبحث مع وزير الداخلية السعودي تعزيز التعاون... المزيد |
08:02 . المعارضة السورية تسيطر على بلدة إستراتيجية وتقترب من حلب... المزيد |
07:59 . "فلاي دبي": رحلات بيروت لا تزال معلقة... المزيد |
12:39 . استثنى معتقلي الرأي .. رئيس الدولة يأمر بالإفراج عن أكثر من ألفي سجين بمناسبة عيد الاتحاد... المزيد |
12:38 . "كأس رئيس الدولة للخيول العربية" تنطلق بأبوظبي 15 ديسمبر... المزيد |
نشر موقع "عربي21" ترجمة لمقال جديد للكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست انتقد فيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بشدة.
وقال "هيرست"، يتعلق السؤال بما إذا كان السيسي قادرًا على البقاء في أجواء الشك التي تحيط به، وإنما يتعلق بمن هي الشخصية التي ستحل محله.
هذا ما قاله المشير في تسريب لحديث سجل له مع أحد الصحفيين قبيل توليه منصب الرئاسة بفترة قصيرة. لعله لم يخطر بباله حينها بأن كلماته تلك ستتحقق في أرض الواقع، فقد تحول حكم عبد الفتاح السيسي فعلًا إلى عذاب، ومعاناة لمصر وأهلها.
لقد ترنح ما بين وعد وآخر، وكل وعد من وعوده كان أشبه بالدمية البراقة، التي تتدلى فوق رؤوس شعب غارق في حسن الظن والخوف. كان وعده الأول يتعلق بالمليارات التي كان من المفروض أن تستمر مصر في تلقيها من دول الخليج التي مولت الانقلاب العسكري. وقد تفاخر حينها أمام مساعديه بأن أموالهم كانت كثيرة جدًّا «مثل الرز»، وهي النظرة التي خابت بعد انهيار أسعار النفط، واندلاع الحرب في اليمن. منذ ذلك الحين أضاع هباء ما يقرب من 50 مليار دولار من المساعدات التي جاءته نقدًا، أو على شكل ضمانات قروض أو نفط.
وأما الوعد الثاني فكان مؤتمر المانحين الدوليين في شرم الشيخ. المزيد من الوعود ولا شيء يتغير.
وكان الوعد الثالث هو مشاريع البنية التحتية الكبيرة، مثل إنشاء عاصمة جديدة بتكلفة 45 مليار دولار، أو مشروع افتتاح قناة السويس الجديدة. كان مسؤولو الدولة قد وعدوا قبل عام بأن مشروع توسعة قناة السويس الذي كلف 8 مليارات دولار من شأنه أن يزيد من ريع القناة ثلاثة أضعاف، خلال ثمانية أعوام فقط. ولكن في الواقع كانت الزيادة في عدد السفن العابرة للقناة طفيفة جدًّا لا تكاد تذكر، قدرت حسب أحد التقارير بما لا يزيد عن 0.0033%.
وأما الوعد الرابع فكان خطة تقضي بالتخلي عن جزيرتين لصالح المملكة العربية السعودية، على أمل تجديد الدعم المالي السعودي. إلا أن الخطة تسببت في ردود فعل حانقة، وما زالت حبيسة أدراج البرلمان والمحاكم، الأمر الذي أغضب السعوديين.
هزات في القاهرة
والآن، يقال لنا بأن النجدة جاءت على شكل قرض من صندوق النقد الدولي قدره 12 مليار دولار. بالنسبة لسوق العملات في مصر، يعتبر ذلك جهاز إنعاش وليس قرضًا. فقد تراجعت احتياطات العملة الأجنبية في شهر يوليو (تموز) إلى أدنى مستوى لها من ستة عشر شهرًا، بحسب تقرير صادر عن بلومبيرغ، وتكفي لتغطي قيمة الواردات لمدة ثلاثة شهور فقط. لا يوجد شيء بالمجان، ولا حتى قرض صندوق النقد الدولي، الذي يتوقع أن يطالب بتخفيض قيمة الجنيه المصري، ورفع المزيد من الدعم الحكومي للسلع، وفرض ضريبة القيمة المضافة، وكل هذه مطالب طالما جرى الحديث عنها، ولكن لم ينفذ منها شيء على الإطلاق. الرواتب الوحيدة التي رفعها السيسي هي رواتب العاملين في القوات المسلحة وفي الشرطة وفي الجهاز القضائي. حسب الوضع الحالي، تمثل رواتب القطاع الحكومي وتكاليف دعم السلع وأقساط الديون وفوائدها ما لا يقل عن 80% من الميزانية. ولذلك فليس ثمة مجال يذكر لمزيدٍ من التقشف، والخيار الوحيد هو إجبار ذوي الدخل المحدود على تكبد المزيد.
إن لأزمة الدولار التي تعاني منها مصر -والتي تتمثل في عجز في العملة الصعبة التي تحتاجها البلاد لدفع تكاليف الاستيراد- عواقب حقيقية، مثل النقص الحاد في حليب الأطفال الرضع، أو قرار الوقف المفاجئ لاستيراد القمح الروسي بحجة تغير النظم الخاصة بالاستيراد، التي تحظر الحبوب المصابة بالفطريات.
بلومبيرغ ومجلة الإيكونوميست كلاهما وجهتا اللوم إلى السيسي، وحملتاه مسؤولية التدهور الاجتماعي.
كتبت الإيكونوميست: «في الوقت الحالي تراجع الحديث عن انتفاضة أخرى، أو حتى عن انقلاب آخر للتخلص من السيسي. فالشرطة السرية التي أخذت على حين غرة في عام 2011 تكثف جهودها، وتركز جل اهتمامها في تحري وإخماد أي معارضة. إلا أن الضغوط السكانية والاقتصادية والاجتماعية داخل مصر تتفاقم بلا هوادة، ولن يتمكن السيسي من ضمان استمرار الاستقرار. يحتاج النظام السياسي المصري إلى أن يفتح من جديد، ولعل النقطة المناسبة للبدء بذلك تكون بأن يبادر السيسي إلى الإعلان عن أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2018».
تسببت تلك العبارة الأخيرة بهزات داخل القاهرة، حيث تناغمت مع حالة متعاظمة من النقد المحلي، وسط مجموعة من الصحافيين الذين كانوا قد وقفوا إلى جانب الانقلاب في عام 2013. ومن نماذج ذلك عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق، الذي عارض الفرضية التي تقول إن الاقتصاد يمر بعنق زجاجة ناجمة عن تراجع الدخل من السياحة، ومن الاستثمار الأجنبي. وقال إن مصر تمر عبر «نفق طويل»، وتساءل عن درجة إضاءة النور في آخر هذا النفق.
مثل هذه الأحكام تمثل ما يشبه إشارات التحذير للسيسي. وهناك منتقدون آخرون أيضًا. كانت الأيام التي سبقت عيد الأضحى مباشرةً قد شهدت نشر تقارير صحفية تفيد بأن السوق قد أغرق بلحوم الحمير التي تباع للمستهلك على أنها لحوم أغنام وبقر.
أي أياد أجنبية؟
السيسي رد على منتقديه من داخل دائرة مؤيدي نظامه بتوجيه اللوم إلى أيدٍ أجنبية، وكانت صحيفة الأهرام المملوكة للدولة قد قالت في تقرير لها، إن قوة خارجية تتآمر على مصر بهدف زعزعة ثقة الرأي العام، وزرع الشك في نفوس الناس بشأن الحكومة الحالية، ونسبت ذلك إلى «مصادر مطلعة» تحدثت إلى الصحيفة، ويقصد في العادة بذلك المخابرات الحربية.
في شهر أغسطس (آب) اتهمت صحيفة الأهرام كلًّا من البي بي سي والسي إن إن بالتآمر على مصر وعلى قطاع السياحة فيها. والآن، تعمل الأيادي الأجنبية أيضًا من داخل بلومبيرغ والإيكونوميست كما يزعم الإعلام المصري الرسمي. ولكن، ما هي هذه الأيادي الأجنبية؟ ومن هي القوة الأجنبية التي تنشر المعلومات المغلوطة والمضللة عن مصر من خلال الإيكونوميست؟
هل هو رجب طيب أردوغان الذي اتهمته الإيكونوميست ذاتها بأنه سلطان جديد؟ أم هي الولايات المتحدة التي قدمت لمصر مساعدة عسكرية بقيمة 5.6 مليارات دولار ما بين عام 2011، وعام 2015؟ أم هي بريطانيا التي تعتبر أكبر مستثمر أجنبي في مصر؟ أم هي فرنسا التي قامت مؤخرًا بتزويد مصر بحاملة مروحيات ثانية من طراز ميسترال؟ أو لعله فلاديمير بوتين الذي سعى السيسي مرارًا وتكرارًا لاستمالته وكسب وده؟
الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن السيسي يفشل بالرغم من الدعم المالي، والعسكري الهائل الذي حصل عليه من دول الخليج، ومن الغرب. وباتت الثقة فيه كزعيم للبلاد شبه منعدمة، ولم يبق له من الأسلحة سوى إثارة الشك والوهم والرعب في نفوس الناس، بحجة أن البلاد تتعرض لمؤامرات أجنبية عليها. وبناءً عليه لا يتعلق السؤال بما إذا كان السيسي قادرًا على الاستمرار والبقاء في أجواء الشك التي تحيط به. بات معظم الناس يعرفون الإجابة على ذلك. وإنما يتعلق السؤال الحقيقي بكم بقي له من الوقت؟
بدائل السيسي
قبل عامٍ من الآن، وأثناء حديثه مع أردوغان، كان رد عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان على هذا السؤال هو: جد لي بديلًا. أما اليوم، فلقد أضحت البدائل واضحة. فالمرشحون الذين يغلب أن يحلوا محل السيسي ليسوا ديمقراطيين، ولن يكونوا من بين زعماء المعارضة، وإنما رجال من داخل المؤسسة العسكرية، من بين أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، سواء من الحاليين أو السابقين، من الذين شابوا وهم يمارسون لعبة تنصيب المتنفذين في رأس هرم الدولة. ويعتقد بأن هؤلاء الناس بإمكانهم ريادة مرحلة الانتقال السياسي الذي بات السيسي عاجزًا عن إنجازه.
ومن الأسماء التي تطرح، ونوردها ها هنا دونما ترتيب مقصود: سامي عنان، رئيس هيئة الأركان السابق في الجيش المصري، ونائب طنطاوي والمشهور بلقب «الثعلب». يتمتع عنان بعلاقات جيدة مع السعوديين والأمريكيين، وهو رجل أقل ما يقال فيه إنه غير مغرم بفكرة الانتخاب الحر للرئيس الذي يحكم مصر، ولقد كان واحدًا من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذين كانوا يرغبون في الانقلاب على محمد مرسي منذ اللحظات الأولى لتسلمه منصبه الرئاسي. ولكن يمكن لعنان الآن أن يقود المرحلة الانتقالية في فترة ما بعد السيسي.
وهناك مرشح الإمارات ورجلها المفضل أحمد شفيق الذي نافس مرسي في انتخابات الرئاسة وخسر، إلا أنه ما زال يتمتع بدعم قطاع لا بأس به من الطبقة المتنفذة في مصر.
وبالعودة إلى الداخل المصري، يرد اسم صدقي صبحي، وزير الدفاع الذي لا يجوز عزله، وكذلك اسم الفريق محمود حجازي -والد زوج ابنة السيسي-. وكان حجازي قد عين رئيسًا لهيئة الأركان، ونائبًا لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بوصفه الحليف المؤتمن من قبل السيسي منذ استقالة هذا الأخير من الجيش؛ تمهيدًا لخوض الانتخابات الرئاسية. ولكن حتى أقرب الحلفاء هذه الأيام بإمكانهم أن يتجاوزوا بطموحاتهم سيدهم الحالي، تمامًا كما فعل السيسي نفسه حينما كان وزيرًا للدفاع، وهو الذي اختاره مرسي بنفسه لشغل ذلك المنصب. ما من شك في أن الغدر سيف ذو حدين.
من الأشخاص المنفيين الذين ترد أسماؤهم في هذا المجال أيمن نور، أحد أبرز زعماء المعارضة الليبرالية، ومؤسس حزب الغد، ومحمد محسوب، أحد أبرز زعماء حزب الوسط، وأستاذ القانون الذي يقيم حاليًا في فرنسا. كلا الرجلين ينشطان حاليًا في مبادرات تستهدف إعادة إحياء المعارضة السياسية داخل مصر.
إلا أن القائمة تخلو من اسم أي شخص له علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، أو يمثلها، أو ينتمي إليها. والسبب في ذلك أن جماعة الإخوان تلقت ضربة قاسية أنهكتها وأضعفتها، وهي الآن محظورة وقيد الأسر داخل مصر، وضعيفة وتعاني من الانقسامات والانشقاقات في صفوفها في الخارج إزاء ما يتوجب أن تقوم به من بعد. وما من شكٍ في أن غياب جماعة الإخوان المسلمين سواء في الداخل، أو في الخارج يتيح فرصة أمام أعضاء المعارضة الليبرالية في مصر لإعادة توحيد صفوفهم، والتجمع من جديد، وذلك أنهم لن ينظر إليهم على أنهم يشكلون رأس حربة تمهد لعودة جماعة الإخوان تارةً أخرى إلى الساحة السياسية.
أيًّا كان الحال، فإن السيسي كما يقول المثل الإنجليزي: رجل ميت يمشي على الأرض، وهو المثل الذي تعود جذوره إلى وصف حال رجل يسير بقدميه نحو المقصلة. إلا أن في القرآن مثلًا أفضل وأعظم بلاغةً من ذلك، حيث ورد في النص القرآني أنه عندما مات الملك سليمان، لم يلاحظ أحد في البداية أنه قد فارق الحياة، لأنه مات واقفًا متكئًا على عصاه. كانت المخلوقات الوحيدة التي علمت بموت سليمان هي الأرضة التي ذهبت تأكل منسأته. ذلك بالضبط هو الوضع الذي يوجد فيه السيسي اليوم، وها هي الأرضة تحتشد من حوله.