لا تزال قضية الذبح العشوائي للأضاحي تراوح مكانها منذ سنوات طويلة، ولا يزال البعض يصر على ذبحها عند قارعة الطريق وعتبة الدار بحجة أن دماء الأضحية تُبارك المكان وتُدخل على أهلها الخير، ويجد البعض في ذلك نوعاً من البهجة لأفراد الأسرة خصوصاً الأطفال، أو بُعداً عن زحام المقاصب في صبيحة العيد أو أيام العيد بصورة عامة، بحسب تحقيق صحفي لمراسلي صحيفة "الاتحاد" المحلية.
وعلى الرغم من حملات التوعية السنوية التي تسبق عيد الأضحى المبارك، فإن عدداً من أفراد المجتمع لا يزال عند قناعته في هذا الصدد، بل إن البعض يشتري الأضحية قبل العيد بأيام ويحملها إلى «شقته»، استعداداً للذبح صبيحة عيد الأضحى دون مراعاة لما بثته الجهات المختصة ووسائل الإعلام من توعية. وكشفت حوادث سابقة لهروب «خروف الأضحية» من نوافذ بعض الشقق السكنية ، سلوكيات سلبية في هذا الصدد.
و جددت جهات بيطرية تحذيراتها من الذبح العشوائي والقصابين المتجولين، لما لهذا الأمر من مخاطر تؤثر على المستهلكين وسلامة الأضحية، وسخّرت جهودها ومختلف خدماتها الرقابية وأجهزتها لتسهيل عميلة ذبح الأضاحي في وقت أسرع وضمن بيئة صحية وسليمة.
وقد تباينت آراء الجمهور حول التأثيرات المرافقة لذبح الأضاحي، وكشفت تحقيق "الاتحاد" وجود قناعة لدى البعض -لا تزال راسخة- بشأن الذبح خارج المقاصب المعتمدة من قبل البلديات على مستوى الدولة، بل إن هؤلاء يجدون في ذبح الأضحية داخل البيت أو على قارعة الطريق، أو في المزرعة المتعة والبهجة دون الاكتراث لما يحمله الأمر من مخاطر على صحتهم وسلامتهم، بل وسلامة البيئة والنظافة بصورة عامة، فيما أشار البعض الآخر إلى أنهم ملتزمون ذبح الأضاحي في المسالخ، وذلك ضماناً لسلامة الأضحية، وتفادياً لانتقال الأمراض وتجنباً للمخاطر، وأيضاً الحفاظ على الصورة الحضارية.
ولفت بعضهم إلى أن الذبح في المسالخ يخلصهم من شجع القصابين الجائلين والذين يطلبون مبالغ تضاعف ما يتم دفعه في المسالخ، وطلبوا النظر في مقترح توفير مقاصب متحركة عبر مركبات لتفادي الازدحام في المقاصب.