وقع في تونس العاصمة اتفاق مصالحة بين أعيان مصراتة ومشايخ العبيدات، يقضي بوقف الحرب في مدينة بنغازي، وشرقي ليبيا، ودعم الوفاق السياسي بالبلاد.
وأكد محمد مصباح المغربي، ممثل أعيان مصراتة، للصحفيين: "حرصهم على وحدة التراب الليبي، والتمسك بمدنية الدولة، ورفض كل أشكال الانقلابات العسكرية"، عقب اجتماع مغلق تواصل لساعات، وانتهى الليلة الماضية (الجمعة/السبت).
وطالب المغربي أثناء تلاوته البيان الختامي للاتفاق، "حكومة الوفاق الوطني باتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف نزيف الدم في مدينتي بنغازي ودرنة، وإخلاء مدينة بنغازي من جميع المظاهر العسكرية، مشدداً على ضرورة دعم الوفاق السياسي".
وتسيطر قوات اللواء المنشق خليفة حفتر -غير المعترف بها دولياً- على مناطق واسعة من مدينة بنغازي، فيما تبسط قوات حكومة الوفاق -التي تحظى بدعم دولي- نفوذها على الغرب الليبي، وتخوض معارك لتحرير عدة مدن تخضع لسيطرة تنظيم "الدولة".
وأضاف المغربي أن القبائل اتفقت أيضاً على محاربة الإرهاب بكل أشكاله، وحل التشكيلات المسلحة غير النظامية، إضافة إلى حماية المنشآت النفطية، وتجنيبها جميع الأعمال العسكرية.
وعقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي، تمخض عنها وجود حكومتين، ومجلسي نواب، وجيشين متنافسين في طرابلس غرباً ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً.
ورغم مساعٍ أممية لإنهاء هذا الانقسام عبر حوار ليبي جرى في مدينة الصخيرات المغربية، تمخض عنه توقيع اتفاق في(17|12| 2015)، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية باشرت مهامها من العاصمة طرابلس أواخر مارس/آذار الماضي، إلا أن هذه الحكومة لا تزال تواجه رفضاً من الحكومة ومجلس النواب اللذين يعملان في شرق البلاد.
وبسبب قيام حفتر بثورة مضادة وإشعاله حربا أهلية ظلت ليبيا تواجه فوضى أمنية وعسكرية بدعم حلفاء إقليميين على رأسهم نظام السيسي وفق صحيفة "واشنطن بوست".