اقتحم عشرات المستوطنين، صباح الأحد، المسجد الأقصى المبارك، تحت حراسة مشددة وغير مسبوقة من عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما يطلق عليه الاحتلال بحسب التقويم العبري ذكرى "خراب الهيكل".
وأمّنت شرطة الاحتلال الحماية لأكثر من 140 مستوطناً بعد دخولهم من "باب المغاربة" (أحد أبواب المسجد الأقصى الخاضع لسيطرة الاحتلال الكاملة منذ 1967) عبر أربع مجموعات حتى خروجهم من "باب السلسلة".
ونفذ هؤلاء المستوطنون جولات استفزازية في ساحاته وسط احتجاجات المصلين وتكبيراتهم. وينتظر المئات من المستوطنين خلف باب المغاربة، تمهيداً لاقتحامهم للمسجد للانضمام إلى المجموعات السابقة.
وتجوّل المستوطنون في باحات المسجد الأقصى وسط تكبيرات المصلين، وتلقّوا شروحات حول "الهيكل المزعوم"، كما حاول مستوطنون تأدية صلوات تلمودية، إلا أن حراس المسجد تصدّوا لهم مجبرين شرطة الاحتلال على طردهم من "باب السلسلة"، بحسب قدس برس.
إجراءات أمنية مشددة
ونشرت قوات الاحتلال المئات من عناصر الشرطة وحرس الحدود في الشوارع المؤدية إلى البلدة القديمة والأزقة المؤدية للمسجد الأقصى المبارك، وأغلقت عدداً من الطرق لتأمين مسيرات متوقعة للمستوطنين، صباح الأحد، مشددة من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، وأخضعت عشرات المصلين للاستجواب قبل دخولهم، في حين قامت باحتجاز بطاقات الهوية التابعة لهم قبل أن تسمح لهم بالدخول.
وأخرجت شرطة الاحتلال فتييْن اليوم، من داخل باحات المسجد الأقصى مهددة باعتقالهم، حسبما أفاد مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية، فراس الدبس.
كما اعتقلت شرطة الاحتلال العشرات من شبان القدس والبلدة القديمة خلال اليومين الماضيين، وسلمتهم قرارات تقضي بإبعادهم عن المسجد الأقصى لمدد تتراوح ما بين الأسبوعين و3 شهور؛ وذلك لتضمن عدم اعتكافهم في المسجد وتصدّيهم لاقتحامات المستوطنين.
دعوات لاقتحام الأقصى
وتأتي اقتحامات الصباح في أعقاب مسيرات استفزازية ليلية نظمها مستوطنون متطرفون في أزقّة البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وسط دعوات جماعات دينية متطرفة لتصعيد اقتحاماته اليوم، عشية ذكرى ما يسمى بـ"خراب الهيكل".
إذ أعلنت جماعات المعبد المتطرفة نيتها تنفيذ اقتحام كبير في المسجد الأقصى المبارك، اليوم الأحد (14|8) بمناسبة ذكرى تدمير المعبدين بحسب عقيدتهم.
ويعدّ يوم "التاسع من آب" الذي يشكّل القطب الأسود في الرزنامة اليهودية، اليوم المشؤوم، الشاهد على تدمير المعبد الأول على يد نبوخذ نصّر، وتدمير المعبد الثاني على يد هدريان، ومقتل باركوخبا على يد الرومان، وترحيل اليهود من إنجلترا وإسبانيا عام 1290 ميلادي.
ويخشى اليهود من هذا اليوم؛ لارتباطه بكثير من الأحداث المشؤومة، ويتوقعون إمكانية حدوث العديد من العمليات ضدهم فيه، وهو ما يرعبهم، ويجعلهم مُجهزين مقدماً لأي حدث سلبي.