قال مراسل صحيفة "القدس العربي" اللندنية في موريتانيا عبد الله مولود، تابعت الأوساط السياسية والإعلامية الموريتانية الخميس (11|8) بكثير من الاهتمام والتحليل، التصريحات التي أدلى بها محمد جميل منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا لوكالة «الأخبار» الموريتانية المستقلة المقربة هي الأخرى من الجماعة، والتي تطرق فيها ولد منصور أبرز وجه سياسي في المعارضة، لأول مرة عن أمور هامة بينها مغادرته رئاسة حزب التجمع الماسك بأولى الكتل المعارضة في البرلمان، ومعضلة الحوار بين المعارضة ونظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
ويعود الاهتمام بهذه التصريحات لأمور عدة أبرزها حسن إدارة الإسلاميين لحزبهم الكبير المنظم، وبخبرتهم السياسية الطويلة، في المشهد السياسي الموريتاني في هذه المرحلة السياسية الدقيقة التي تقبل فيها موريتانيا بعد أقل من سنتين على انتخابات رئاسية يفترض أن يتولى بعدها الرئاسة حسب مقتضيات الدستور، رئيس آخر غير الرئيس الحالي.
وأكد ولد منصور «أن حزب التجمع (معروف اختصاراً بمسمى»تواصل»)، سيكون بحكم القانون، وبحكم الأخلاق، وبحكم السياسة، مفروضاً عليه أن يغير مسؤوله الأول، في مؤتمره القادم المقرر في نهاية السنة المقبلة، وبالتالي سينتقل مسؤوله الأول إلى مواقع أخرى لخدمة الحزب، وسيختار الحزب قيادة جديدة».
هل تتولى قيادة الحزب إمرأة
وامتنع ولد منصور عن ترشيح أسماء محددة لخلافته في رئاسة الحزب خلال المؤتمر المقبل مع أن أوساط الإسلاميين ترشح ثلاثة قياديين هم الزعيم الرئيس الحالي للمعارضة الحسن ولد محمد، ونائب رئيس الجمعية الوطنية محمد غلام ولد الحاج الشيخ، والقيادي الشيخان ولد بيب.
ولم يستبعد ولد منصور أن يقود حزب «تواصل» في المرحلة المقبلة إحدى القياديات في الحزب»، مضيفاً «أن قانون الحزب ووثائقه ليس فيها ما يمنع أن تقود أخت من الأخوات الحزب».
وحول موقع إسلاميي حزب «تواصل» من قضية الحوار التي تسيطر حالياً على المشهد السياسي الموريتاني، قال محمد جميل منصور»إن حزبه يتمنى أن تسير الأمور في اتجاه الحوار المطلوب بالضوابط التي يراها الحزب مناسبة»، مؤكداً «أن المقاربة السلبية تعززها أمور، والمقاربة الإيجابية يدعمها الأمل».
وأكد ولد منصور «أن منتدى المعارضة حريص في المرحلة الراهنة على تأكيد أمور منها موقفه المبدئي القائم على أن الحوار هو الوسيلة الأفضل لتجاوز الأزمة السياسية في البلاد، وللتوصل إلى مخرج توافقي منها، وبناء على تجارب المعارضة السابقة، وبناء على قراءتها لسلوك مختلف الأطراف، وخصوصاً الطرف الحاكم، وانطلاقاً من الدروس التي استخلصناها من مختلف المحطات، يضيف ولد منصور، فإن الحوار يقتضي توفير الضمانات والمقدمات بالقدر الذي يطمئن مختلف أطرافه، فهناك ضوابط، وهناك ضمانات، وهناك مؤشرات، وهناك أجواء ينبغي أن تتوفر».
وحول طبيعة الأمور التي يحرص المنتدى المعارض على تحقيقها من خلال الحوار أكد الرئيس محمد جميل منصور «أن تحقيق إصلاحات من الحجم الكبير تخدم العملية الديمقراطية، وتوفر الفرصة الحقيقية للتداول السلمي على السلطة، وتشكل قطيعة مع عدد من الممارسات والأشكال التي كانت سائدة، تظل أموراً جوهرية بالنسبة للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، ويناط بتحقيقها أي تقدم في أي مرحلة من مراحل النقاشات والحوار والاتصالات».
فصل السياسي عن الدعوي
وتطرق الرئيس جميل منصور في تصريحاته لمسألة فصل السياسي عن الدعوي المثيرة للجدل والذي تمخض عنها المؤتمر الأخير لحزب النهضة التونسي فأوضح «أن الأمر وقع فيه خلط أو التباس لدى كثيرين بعضهم من موقع التشبث والتعلق بالفكرة الإسلامية كما عرفوها، وبعضهم من موقع الشماتة من طرف الخصوم أو المنافسين بالنسبة للحركة الإسلامية فيما اعتبروه علمنة بعد مرحلة كان الصراع فيها على أشده بين الإسلاميين والعلمانيين».
قمة نواكشوط لم تنجح
وعن القمة العربية الأخيرة أكد محمد جميل منصور «أنها قمة بعيدة كل البعد عن النجاح، بعيدة منه في وقتها المخصص، ومستوى النقاشات، والتمثيل ومستوى المخرجات. وزاد «تصور المواطن العربي وهو ينظر إلى القمة، تصور المواطن المطحون في أكثر من بلد، ينظر إلى القمة ومخرجاتها، تصور المواطن العربي المحتجز في كثير من المناطق، وهو ينظر إلى مخرجات القمة، تصور أهم قضية مركزية رغم ذكرها في كثير من الخطابات، وهي قضية فلسطين تنظر إلى المخرجات، تصور الشعوب العربية وهي تنظر إلى تجارب ناجحة في الاتحاد الأوروبي، أو آسيا، أو حتى في الاتحاد الإفريقي نسبياً، وهي متراجعة، لا تحقق نجاحاً في أي مجال من المجالات».