ابتدع نظام بشار الأسد أسلوباً جديداً في الحرب التي يخوضها ضد فصائل المعارضة السورية؛ عبر إلقاء "خراطيم متفجرة" يصل طولها إلى عشرات الأمتار، وذلك بهدف إلحاق أكبر نسبة تدمير وقتل في المنطقة المستهدفة.
وأفاد ناشطون أن طيران النظام المروحي ألقى، السبت، "خراطيم" محشوة بالمتفجرات على أحياء مدينة حلب شمالي سوريا، وذلك في الحالة الأولى من نوعها منذ انطلاق الثورة السورية، بحسب أورينت نت.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لـ"الخراطيم المتفجرة"، والتي يبلغ طول أحدها نحو 100 متر، ويحتوي بداخله على مواد شديدة الانفجار؛ مثل "السيفور، وtnt"، إلى جانب صواعق وخردوات تتحول إلى شظايا قاتلة عند الانفجار.
وكثف طيران نظام بشار الأسد، والطيران الروسي، غاراته على مدن حلب وأريافها خلال الأيام الأخيرة، مرتكباً عدة مجازر، وموقعاً عشرات القتلى والجرحى، وتقول تقارير إن محافظتي حلب وإدلب شمالي سوريا تتعرضان يومياً لنحو 300 غارة جوية.
وكان اتفاق هدنة تم التوصل إليه في مناطق عدة من سوريا، بينها حلب، في نهاية فبراير انهار بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ في المدينة، وأوقع 300 قتيل خلال أسبوعين، ما دفع راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة وروسيا، إلى الضغط من أجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت أن سقطت بدورها.
واستخدم النظام هذا السلاح أيضاً خلال معارك جوبر ودرعا، عبر قصف مناطق الاشتباك، أو تلك المخطط لاقتحامها عبر منصات إطلاق أرضية، وأعاد النظام وحلفاؤه استخدام هذا السلاح الخطير داخل المدن.
وفكرة الأنابيب المحشوة بالمتفجرات ليست جديدة، بل هي موجودة منذ فترات طويلة، حتى إن النظام استخدم نفس الأسلوب مع عربات تطهير حقول الألغام ur-77 التي استخدمها سابقاً، وبخاصة في ريف دمشق.
ويفسر ناشطون لجوء النظام إلى هذا "السلاح البدائي" لتكلفته "الرخيصة"، فهو سلاح لا يتطلب أي توجيه، ويتم إلقاؤه من المروحيات على المناطق السكنية المكتظة، ليتسبب بدمار كبير، والتي تحقق في ذات الوقت استراتيجية الأسد في تعمد إحداث الدمار على أوسع نطاق؛ عملاً بمبدأ "الأرض المحروقة".
وتتواتر الأنباء من أن روسيا تحضر لهجوم واسع النطاق على حلب بعد فشل أحدث هجوم بري لمليشيات إيرانية وعناصر حزب الله الإرهابي الذي واجهوا نكبة حقيقية في خان طومان بحلب في الأيام القليلة الماضية.