استبعد رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، تدخلاً عسكرياً دولياً لمكافحة تنظيم "الدولة"، الذي يزداد تهديده في ليبيا منذ بروزه فيها أواخر العام 2014.
وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، الأحد "صحيح أننا نحتاج إلى مساعدة من المجتمع الدولي في حربنا ضد الإرهاب، وصحيح أننا تلقينا المساعدة، لكننا لا نتحدث عن تدخل عسكري".
وأشار السراج، إلى أن تدخل قوات برية "يتناقض مع مبادئنا. لذا نأمل في تجنب هذا الخيار. نحتاج في المقابل إلى صور بالأقمار الاصطناعية، وإلى مساعدة استخباراتية وتقنية، وليس إلى القصف".
كما اعتبر أنه من أجل إعادة إعمار البلاد فإن "نهجنا يقوم على ركائز ثلاث: الاقتصاد، والأمن والوفاق الوطني الذي يرمي إلى الوحدة والمصالحة في البلاد. نحن نعلم جيدا أن الخلافات بين مختلف الفرقاء تسببت بانقسام البلاد، لكننا نعمل اليوم على توحيدها".
وردا على سؤال عن وجود حكومة أخرى في ليبيا، رأى أنه "هناك في الشرق الكثير من الأشخاص الحكماء الذين يرفضون هذا الانقسام"، مضيفا "آمل دائما في أننا سنتوصل إلى اتفاق، يجب منح الفرصة إلى مختلف الفرقاء كي يشاركوا في مشروعنا لإعادة الإعمار".
وشدد رئيس الوزراء على أهمية "الانتصار الكامل على تنظيم "الدولة" في سرت قريب"، قائلا "بالتالي سيكون بإمكاننا السيطرة على كل المناطق التي انتشر فيها. نأمل في أن تسمح هذه الحرب ضد الإرهاب بتوحيد ليبيا، لكنها ستكون طويلة، والمجتمع الدولي يعلم ذلك".
وكان رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي قد كشف في (3|5|2016) عن محاولات للضغط على حكومته للقيام بعمل عسكري وارسال آلاف الجنود الى ليبيا خروجا عن خطها المعارض للتدخل خارج الشرعية الدولية وموافقة الليبيين.
وقال خلال مؤتمر سياسي بمدينة فلورنسا "إننا نعيش مرحلة من الاهتمام الاستثنائي على صعيد السياسة الخارجية حيث تعرضنا على مدى شهور لضغوط قد يصفها البعض باللوبيات من أجل الدفع للتدخل العسكري في ليبيا".
ويتوقع مراقبون أن العاصمة التي تضغط على إيطاليا للتدخل في ليبيا أنها قد تكون أبوظبي، خاصة بعد تدهور علاقات القاهرة بروما على خلفية جريمة مقتل الباحث الإيطالي "ريجيني" وتورط السيسي وأجهزته الأمنية في الجريمة بصورة مباشرة وفق الاتهامات الأوروبية والإيطالية.