اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها: أن خسارة "القاعدة" للمدينة المكلا تمثل ضربة لطموحات التنظيم في اليمن الذي يوصف بأنه أشد أفرع التنظيم خطورة، بعد أن تقدمت القوة المهاجمة المدعومة من الإمارات بهدف السيطرة عليها من قبضة مسلحي "القاعدة" الذين بسطوا سيطرتهم على المدينة لأكثر من عام.
وأشارت إلى أن الآلاف من مقاتلي "القاعدة" قيل إنهم كانوا في المدينة وعلى استعداد للمعركة ضد قوات التحالف العربي، واستخدم المسلحون مكبرات الأصوات في المساجد لحث السكان على دعمهم في مواجهة "الغزاة"، ووضعوا أسطوانات الغاز في الطرق لاستخدامها في الدفاع عن أنفسهم .
وقالت الصحيفة إن مسلحي القاعدة انسحبوا من المكلا فيما يبدو وكأنه انسحاب تكتيكي، وذلك نقلا عن سكان بالمدينة.
وأكدت أن المسلحين خلال تحركاتهم لم يواجهوا سوى مقاومة قليلة، وخلال الحرب بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، نادرا أو لم يقم مطلقا التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والذي يدعم الحكومة اليمنية بضربات جوية، بمهاجمة القاعدة.
وأضافت الصحيفة أنه في تحول كبير، غيرت الإمارات وهي عضو في التحالف الذي تقوده السعودية وجهتها خلال الأشهر القليلة الماضية من قتال الحوثيين لإعداد الآلاف من مقاتلي القبائل اليمنية من أجل المعركة ضد "القاعدة" وذلك نقلا عن عدد من القادة العسكريين اليمنيين.
وكشفت عن أنه في مطلع فبراير الماضي اجتمعت مسؤولة مكافحة الإرهاب في إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما لمدة ساعتين ونصف مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، وتناول جزء كبير من الاجتماع كيفية مواجهة تهديد القاعدة المتنامي نفوذه في اليمن، وذلك نقلا عن مسؤولين أمريكيين اثنين رفيعي المستوى.
وذكرت أن الإمارات لديها عدة مئات من القوات الخاصة في اليمن يساعدون التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين .
وتحدثت عن أن خطة الإمارات الحالية بالتزامن مع المفاوضات في الكويت بين الحكومة اليمنية والحوثيين هي تحويل القوات الإماراتية للعمل مع الآلاف من مقاتلي القبائل اليمنية وقوات يمنية أخرى تدربت العام الماضي على تنفيذ هجوم جوي وبري على مواقع القاعدة جنوب اليمن.
واعترفت صحف رسمية محلية بمشاركة قوات خاصة إماراتية بهذا الهجوم على القاعدة إلى جانب قوات سعودية وقوات التحالف الذي أعلن عن قتل 800 عنصر من قاعدة اليمن مع الساعات الأولى لحملة التحالف. وكانت أبوظبي طلبت مساعدة عسكرية من واشنطن قبيل ساعات من شن الحملة.
وسبق هذه العملية العسكرية تأكيد نائب الرئيس الأمركي جو بايدن الذي زار أبوظبي مؤخرا من أن الأخيرة وبلاده مستعدتان لمحاربة الإرهاب معا في أي مكان.