توافق أمريكي إيراني على دعم رئيس وزراء بغداد
المالكي سعى جاهدا للإطاحة بالعبادي
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
06-04-2016
دخلت الولايات المتحدة وإيران في تحالف ضمني لدعم رئيس وزراء العراق، وهو يتحدى النخبة الحاكمة بخطط لتشكيل حكومة من غير السياسيين يتصدى بها لفساد يأتي على ما تبقى من استقرار اقتصادي وسياسي في البلد العضو في منظمة البلدان مصدرة للبترول "أوبك".
ويقول مهتمون، إن الخصمين العتيدين "واشنطن وطهران" مارستا ضغوطا على حلفائهما بالعراق كي لا يسعوا لتنحية العبادي في وقت يسعى فيه لتشكيل حكومة تكنوقراط.
وذكرت مصادر، أن المساعي الأمريكية والإيرانية ساعدت على وأد محاولة في الأسبوع الماضي لإبعاد العبادي عن منصبه قام بها المالكي الأمين العام لحزب الدعوة، الذي يسيطر على حوالي ثلث مقاعد البرلمان، فيما ينفي المالكي قيامه بمثل هذه المحاولة.
وقدم العبادي للبرلمان يوم الخميس الماضي قائمة تضم 14 اسما، كثيرون من أصحابها أكاديميون، في خطوة تهدف لتخليص الوزارات من براثن نخبة سياسية استغلت نظام الحصص العرقية والطائفية الذي أرسي بعد الغزو، الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 في تكوين الثروات والنفوذ بطرق ملتوية.
وأحدثت تلك الخطوة التي تهدف إلى إضعاف شبكات المحسوبيات التي تبقي على الثروة والنفوذ في أيدي الصفوة صدمة في المؤسسة السياسية التي تحكم العراق منذ الإطاحة بصدام حسين ومنها حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي نفسه والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي والائتلاف الكردي، فقد كانت هذه الجهات بعد انتخاب العبادي للمنصب قبل عامين تريد أن يكون لها قول فصل في كيفية تشكيل الحكومة.
وقالت مصادر، إن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي والميجر جنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن حماية مصالح إيران في الخارج أوضحا بالفعل قبل الإعلان عن التشكيل الوزاري العراقي الجديد أنه ينبغي عدم القيام بأية محاولة لتنحية العبادي حفاظا على قوة الدفع في الحرب على تنظيم داعش.
ورغم أن أراضي العراق تحوي بعضا من أكبر الاحتياطيات النفطية في العالم، يعاني أبناؤه البطالة وانقطاع الكهرباء وسوء الخدمات العامة، ما زاد من مشاعر الاستياء من الفئة الحاكمة التي تنهال عليها الاتهامات بتبديد الإيرادات التي تحققت خلال نحو عشر سنوات شهدت ارتفاعا في أسعار النفط، ويجئ العراق في المرتبة 161 من بين 168 دولة على مؤشر منظمة الشفافية الدولية للفساد.
وقال سجاد جياد وهو محلل يقدم المشورة لرئيس الوزراء، إن الأمريكيين والإيرانيين والسيستاني كان لهم جميعا نفس الرأي: "يبقى العبادي في السلطة ويعين وزراء جددا".
في السر والعلن
العبادي صمد بفضل دعوة أطلقها بايدن مساء الأربعاء، وقال جياد إن مغزاها كان "أنت أملنا الأخير بالعراق".
وحين سئل أحد مساعدي بايدن في واشنطن عن الدعوة امتنع عن التعليق، وقال: أشارت الإدارة على كافة المستويات إلى أن مساعي إبدال رئيس الوزراء أو اتخاذ خطوات أخرى من شأنها أن تشل حركة الحكومة ستأتي بآثار عكسية تماما بالنسبة لاستقرار العراق والحملة المشتركة لدحر تنظيم داعش.
وقال دبلوماسي غربي، إن المساعي الأمريكية لضمان عدم سقوط العبادي كانت حثيثة في الأيام التي سبقت إعلان يوم الخميس. وقال الربيعي إن الأمر يتطلب استمرار هذا خلال الأسبوع الحالي لاقتناص موافقة الأكراد والسنة على الحكومة الجديدة.
وقال دبلوماسي أمريكي كبير في بغداد لرويترز، إن هناك رغبة في وجود حكومة عراقية قوية يرأسها العبادي يمكنها أن تواصل الحرب على تنظيم داعش.
ونقلت إيران رسالة مماثلة للمسؤولين العراقيين، وقال سياسي شيعي إن سليماني اجتمع مع ممثلين للمالكي ومع عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.
وقال جياد: كل من الأمريكيين والإيرانيين يريد تجنب إزاحة العبادي عن منصبه.