أعلنت الإمارات عن مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية" بقيمة مليار دولار، وكشفت عن خطة لتوسيع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء أفريقيا، خلال قمة قادة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سمو الشيخ خالد بن محمد ولي عهد أبوظبي، السبت، الذي ترأس وفد الإمارات في اجتماعات مجموعة العشرين.
وقال وزير الدولة سعيد الهاجري في بيان إن المبادرة ستوفر الوصول إلى قوة الحوسبة بالذكاء الاصطناعي والخبرة التقنية والشراكات العالمية، في حين تدعم البلدان الأفريقية في تنفيذ المشاريع في التعليم والزراعة والرعاية الصحية والهوية الرقمية والتكيف مع المناخ.
تحتل دولة الإمارات المرتبة الثانية عالمياً في قدرات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لدراسة أجرتها شركة TRG Datacenters عام 2025، وهي شركة من تكساس تُركز على قوة الحوسبة الفائقة الوطنية للذكاء الاصطناعي، ونشاط شركات الذكاء الاصطناعي، وجاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي، مما يضعها خلف الولايات المتحدة. وتمتلك الإمارات أكثر من 188,000 رقاقة ذكاء اصطناعي، وتبلغ طاقتها الإجمالية 6.4 ألف ميجاواط، وفقاً للشركة.
وتسعى الآن إلى وضع الذكاء الاصطناعي "في خدمة التنمية، من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز الخدمات الحكومية وتحسين الإنتاجية" في أفريقيا.
وأوضح الهاجري أن "هذا ذكاء اصطناعي يُوظَّف على نطاق واسع لتلبية أولويات التنمية الوطنية - ليس عملاً تجريبياً، بل تطبيق عملي". وأضاف: "هدفنا الآن هو ضمان استفادة الشركاء في جميع أنحاء الجنوب العالمي من هذه القدرات، وضمان عدم تخلف أي دولة عن الركب في عصر الذكاء الاصطناعي".
هذا الأسبوع، سمحت الولايات المتحدة بتصدير شرائح الذكاء الاصطناعي من شركة إنفيديا إلى شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية G42 وشركة التكنولوجيا الناشئة السعودية Humain.
واعتُبرت هذا الموافقة بمثابة خطوة مهمة في جهود التنويع الأوسع نطاقاً التي تبذلها دولة الإمارات والسعودية.
يأتي هذا الإعلان في إطار الاتفاقيات الثنائية التي أبرمتها الولايات المتحدة مع الدولتين الخليجيتين. في مارس، تعهدت الإمارات العربية المتحدة بإنفاق 1.4 تريليون دولار أمريكي في الولايات المتحدة ضمن إطار أوسع للاستثمار في التكنولوجيا. وفي مايو، أعلنت الإمارات عن خطط لإطلاق مجمع أكاديمي إماراتي أمريكي للذكاء الاصطناعي بقدرة 5 جيجاواط خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبلاد.
وقد طورت الإمارات الشركات الناشئة والشراكات واستقطبت استثمارات من شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك مايكروسوفت، وإنفيديا، وOpenAI.
ولفت الهاجري إلى أن "الإمارات أصبحت الآن رابع أكبر مستثمر في أفريقيا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 107 مليارات دولار أمريكي في عام 2024. كما بلغت استثماراتها نحو 118.6 مليار دولار خلال الفترة من 2020 إلى 2024".