هدد وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني السلطات المصرية بـ"عواقب" لم يكشف ماهيتها، إذا لم تتعاون في التحقيقات الهادفة إلى كشف المتورطين الحقيقيين في قتل الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني" في القاهرة بعد اختفائه في يناير/كانون الثاني الماضي.
ونقل التلفزيون الإيطالي الحكومي عن جينتيلوني القول: "إزاء عدم التعاون من جانب السلطات المصرية في التحقيقات المتعلقة بقضية ريجيني (28 عاماً)، فإننا على استعداد تام لأن تكون هناك عواقب".
وأضاف: "سنقيّم التدابير الممكن تبنيها، لكننا نأمل أن لا تسير العلاقات بين إيطاليا ومصر إلى ذلك المنعطف".
ولم يوضح الوزير ماهية "العواقب" التي هدد بها، لكن باولا ريجيني، والدة الضحية الإيطالي، طالبت في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، برد قوى من قبل الحكومة "إذا اتضح أن(5|4) المقبل مجرد نفض لليد (من قبل السلطات المصرية)"، في إشارة إلى تاريخ مقرر أن يجرى فيه محققون مصريون زيارة إلى روما لبحث تطورات التحقيق في مقتل ريجيني.
بينما دعا لويجي مانكوني، رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الإيطالي، الذي شارك في المؤتمر الصحفي ذاته، حكومة بلاده إلى استدعاء السفير الإيطالي من القاهرة، وإعلان مصر "بلدا غير آمن للزائرين" إذا لم يفض التحقيق إلى شئ.
وعثر على جثة ريجيني، الشهر الماضي، على طريق سريع غرب القاهرة، وعلى جسده علامات "تعذيب وحشي"، حسب السلطات الإيطالية.
وقالت جماعات حقوقية وتقارير صحفية غربية إن آثار التعذيب على جثة الشاب، الذي كتب مقالات تنتقد الحكومة المصرية، تشير إلى أن قوات الأمن المصرية "قتلته"، وهو اتهام تنفيه القاهرة بشدة.
وأدت هذه الحادثة إلى توتر العلاقات المصرية الإيطالية بشكل كبير، بينما أصدر البرلمان الأوروبي قراراً شديد اللهجة أدان ما وصفه بـ"تعذيب جوليو ريجيني واغتياله في ظروف غامضة"، معتبراً أن "حادث مقتله ليس الوحيد إذ يأتي في سياق ظاهرة متكررة تشمل حوادث تعذيب واعتقال وقتل في مصر خلال السنوات الأخيرة".
وأظهر نظام السيسي وأجهزته الأمنية تخبطا شديدا إذ يصدر من حين لآخر رواية ومزاعم جديدة سرعان ما يتم تفنيدها ودحضها فيتراجع النظام أمام الحقائق المكشوفة.
وسارع مسؤولون إيطاليون للتعليق على حادثة اختطاف طائرة مصرية الثلاثاء (29|3) بأن هذا البلد غير آمن.