باتت أبوظبي تشكل في الوعي الجمعي المحلي والعربي والدولي رديفا لسلة واسعة من السياسات والإجراءات الداخلية والخارجية التي تسير عكس رغبة الشعوب، وقد اعترف بذلك في نوفمبر 2014 الأكاديمي عبد الخالق عبدالله الذي تصفه وسائل إعلام عربية بأنه مستشار ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أن مواقف أبوظبي من الربيع العربي مثلا استعدى عليها ملايين العرب والمسلمين معترفا أيضا بضخامة الجماهير التي تحمل هذه الانطباعات.
فإذا ذكر انقلاب السيسي خطر على البال مباشرة أبوظبي، إذا ذُكرت الثورات المضادة تذكر الرأي العام العربي أبوظبي، إذا ذكر القمع والتعذيب والدخول في مشاريع إقليمية أشار الجمهور لأبوظبي. ولطالما حذر الناشطون من أن سياسات أبوظبي سوف تنعكس عليها وعلى سمعتها ومكانتها دوليا خاصة في أعقاب انتشار أخبار سلوك جهاز الأمن وحديث وسائل الإعلام الغربية والمنظمات الحقوقية.
نتيجة لكل ذلك، فقد جاءت أبوظبي بين أفضل مائة مدينة في العالم من حيث السمعة الطيبة واحتلت المركز التاسع والستين عالمياً بين 100 مدينة، فيما احتلت دبي المركز الأول عربياً في قائمة أفضل المدن سمعة التي أصدرها معهد ريبوتيشن الأميركي لعام 2015، وتقدمت مركزين على القائمة العالمية لأفضل المدن سمعة في العالم مقارنة بقائمة العام السابق له. كما
ووضع المعهد الذي يتخذ من نيويورك مقراً له دبي في المركز ال47، مقابل المركز ال49 في العام السابق له، بين أفضل مائة مدينة في العالم من حيث السمعة، حسب استطلاع "ريب تراك" لسمعة المدن العالمية، الأكبر من نوعه في العام.
وتفوقت دبي على عدة مدن ومراكز مالية في العالم في هذه القائمة منها هونغ كونغ وواشنطن وهيوستن وأثينا وسيول وغيرها.
وقال فرناندو برادو المدير المشارك في معهد ربيوتاشن العالمي إن سمعة المدن تتوقف على الخبرة المباشرة والاتصال الجماهيري والنماذج المقبولة عالمياً. وأضاف إن تلك قضايا مهمة لأن السمعة الطيبة ترتبط بشكل وثيق بتزايد تدفق السياحة وانتقال الاستثمارات( إلى المدن) المعنية، حسب قوله.