رأى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن الحروب والفوضى في الشرق الأوسط لن تنتهي إلى أن تتمكن السعودية وإيران من التعايش معاً، والتوصل إلى سبيل لتحقيق نوع من السلام.
وقال أوباما، في مقابلة مع مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية، نشرت الخميس(10|3): إنّ "المنافسة بين السعوديين والإيرانيين، التي ساعدت في إذكاء الحروب بالوكالة والفوضى في سوريا والعراق واليمن، تتطلب منا أن نقول لأصدقائنا وكذلك للإيرانيين أنهم بحاجة للتوصل إلى طريقة فعالة للتعايش معاً، وتحقيق نوع من السلام البارد"، على حد قوله.
وفي المقابلة التي تناولت موضوعات شتى، تتصل بالسياسة الخارجية لإدارته، ألقى أوباما بقدر من اللوم في الأزمة الليبية على حلفاء واشنطن الأوروبيين، وفي هذا الصدد قال: "حين أرجع بالزمن وأسأل نفسي ما الخلل الذي حدث؟ تكون هناك مساحة للنقد لأنني كانت لدي ثقة أكبر فيما كان سيفعله الأوروبيون فيما بعد نظراً لقرب ليبيا"، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
وسحبت إدارة أوباما القوات الأمريكية من العراق، لكنها تواجه صعوبة في التعامل مع اضطرابات الشرق الأوسط التي بدأت منذ سنوات مع انتفاضات الربيع العربي. وقال أوباما، الذي يقضي عامه الأخير في البيت الأبيض، إن هناك حدوداً للمدى الذي يمكن أن تذهب إليه الولايات المتحدة لحماية المنطقة.
وأضاف: "هناك دول فشلت في توفير الرخاء والفرص لشعوبها. هناك أيديولوجية عنيفة ومتطرفة أو أيديولوجيات تنشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".
وتابع: "هناك دول بها القليل جداً من العادات المدنية، وبالتالي حين تبدأ الأنظمة الشمولية تتداعى فإن المبادئ المنظمة الوحيدة الموجودة تكون الطائفية".
وفيما يتعلق بسوريا التي تقاسي الحرب منذ خمس سنوات دافع أوباما عن قراره عدم تنفيذ ضربات هناك عام 2013، على الرغم من المخاوف بشأن استخدام بشار الأسد أسلحة كيماوية. وكان منتقدون اعتبروا أن هذه فرصة ضائعة ربما كانت ستساعد في إنهاء الحرب.
وقال: "بالنسبة لي كنت أعلم أن الضغط على زر الإيقاف المؤقت في تلك اللحظة سيكلفني من الناحية السياسية..أعتقد أنه في نهاية المطاف كان هذا هو القرار السليم".
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات ستواجه بالرفض من جانب السعودية وإيران ودول أخرى تريد أن تحمل الربيع العربي والثورات العربية مسؤولية الفوضى في المنطقة في حين أن تصريحات أوباما تحمل أنظمة في المنطقة هذه المسؤولية.
كما أن أوباما يحاول تبرئة الغزو الأمريكي بصفته المتهم الأول لما أصاب العراق والمنطقة من فوضى قبل اندلاع الثورات المضادة في مواجهة الثورات الحقيقية التي كادت أن تضع حدا للفوضى وعدم الاستقرار وتؤدب كثيرا من الأنظمة التي ولغت في حقوق وحريات ودماء شعوب المنطقة.