وبصورة مفاجئة ومنذ نحو أسبوعين، بدأت هذه المليشيا تحقيق تقدم على الأرض.
وكان وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش أفاد في نوفمبر الماضي باستعداد إرسال أبوظبي لمحاربة الإرهاب بقوات برية، وتقصد أبوظبي بالإرهاب الثورات العربية إلى جانب الجماعات الجهادية الأخرى.
وأفاد سفير مصر في أثيوبيا الشهر الجاري أن نظام السيسي بصدد تشكيل تحالف عسكري لمحاربة داعش في ليبيا، وكان ذلك ردا على إعلان السعودية التدخل البري في سوريا.
ويأتي الزخم المصري والإماراتي الجديد في بنغازي بعد التوصل إلى حكومة وحدة في ليبيا نتيجة وساطة أممية حاولت أبوظبي كثيرا التدخل لإفشالها وفق ما كشفت صحف بريطانية وأمريكية في نوفمبر الماضي. وكشفت هذه الصحف تأثير أبوظبي على المبعوث الأممي السابق ليون، ولإرسالها أسلحة لقوات حفتر بما يخالف قرار مجلس الأمن بحظر السلاح إلى ليبيا، وهو ما ثبت اليوم أيضا.
و قالت صحيفة التلغراف اللندنية الأحد (28|2) إن بريطانيا نشرت مستشارين في ليبيا، في إطار حربها على تنظيم "داعش" الذي بدأ يوسع نشاطه في ليبيا مؤخراً.
يأتي هذا في وقت تسعى فيه عواصم القرار الغربية إلى دعم تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، حيث بدأت بالتزامن مع ذلك بتدريب قوات ليبية خاصة بغرض محاربة المليشيات المحلية.
الحكومة البريطانية، رفضت من جانبها التعليق على وجود قوات خاصة بها في ليبيا، غير أن مسؤولين غربيين أكدوا وجود "عدد صغير" من القوات البريطانية في مهمة على مستوى منخفض.
وكشفت صحيفة لوموند الفرنسية الأسبوع الماضي عن وجود قوات فرنسية تقوم بعمليات سرية في بنغازي حيث حققت مليشيا حفتر إنجازات ميدانية على حساب الثوار بذريعة محاربة داعش. وأنكر الفرنسيون هذه التقارير ثم ما لبثوا أن أطلقوا تحقيقا مع الصحيفة لنشرها "أسرار الدولة". وبعد أن اعترف مسؤولون في مليشيا حفتر بوجود فرنسيين في ليبيا تراجعوا عن الاعتراف زاعمين أنهم لن يسمحوا بوجود قوات أجنبية في ليبيا في الوقت الذي يدعون بصورة مستمرة للتدخل الأجنبي.