افترق أب وابنه بعد خمس سنوات عاشاها معاً في دار مسنين تابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، وذلك بعد رحيل الأب عن الدنيا، ليترك ابنه وحيداً في الدار، يعاني الفراق مجدّداً، بعدما عاناه 20 عاماً قبل أن يلتقيا في دار المسنين.
ووفقاً لمديرة دار رعاية المسنين، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، مريم القطري: «فقد التقى الابن قبل خمس سنوات بوالده المسن، بعدما فرّقتهم ظروف الحياة، إذ فرضت التزامات الابن العمل في إحدى الدول الخليجية والابتعاد عن والده، الذي كان يقيم في دار رعاية المسنين بالشارقة، إلا أن القدر أراد له، بعد أن قارب الـ70 من عمره، أن يجتمع بوالده في الدار، وأن يعيشا معاً بين جدرانها خمسة أعوام، قبل أن يفارق الأب الحياة بعد قضائه نحو 20 عاماً فيها، ويكمل الابن ما تبقى من حياته في الدار مستمتعاً بصحبة نزلائها».
وأوضحت القطري أن «الأب من إحدى الدول الخليجية، وهو يقيم ويعمل في الدولة منذ أعوام طويلة، وقد التحق بدار رعاية المسنين برغبته، نظراً إلى عدم وجود معيل له سوى ابنه الوحيد، الذي منعته ظروف حياته والتزامات عمله في دولة خليجية من العيش مع والده، إلا أنه كان يحرص على زيارته في الدار كلما سنحت له الفرصة».
وتابعت: «بعد أن بلغ الابن الـ70 من عمره، وفي أثناء إحدى زياراته لوالده في الدار، تدهورت حالته الصحية، فتم تقديم الرعاية والخدمات الطبية اللازمة له، وإدخاله الدار التي قرر أن يكون أحد نزلائها، ليبقى قريباً من والده، وفي الوقت ذاته ليحظى بالرعاية والاهتمام في الدار، بحكم أنه لم يتزوج، وليس له معيل».
وتابعت: «انقضت خمسة أعوام على بقاء الابن مع والده في الدار، توثقت خلالها العلاقة بينهما، إذ كانا منسجمين وسعيدين ببقائهما معاً في مكان أحباه كثيراً، فهو الذي جمعهما بعد أن فرقهما القدر، كما أقاما علاقات صداقة وطيدة مع نزلاء الدار، الذين شعروا معهما بالترابط والمحبة والرغبة في مشاركتهما الأنشطة الثقافية والدينية والرحلات الترفيهية، والاحتفالات بالمناسبات الوطنية التي تنظمها الدار بشكل مستمر».