صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته للأميركيين والغرب. وحذر في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما من أي دعم جديد لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف تفجير أنقرة الذي حصد 28 قتيلاً ليل الأربعاء. كما هدد بإغلاق قاعدة «إنجيرلك» التي يستخدمها سلاح جو الجيش الأميركي نقطة انطلاق لقصف مواقع المتشددين في سورية.
وكان أوباما بحث مع نظيره التركي في وقت متأخر مساء الجمعة تطورات الأزمة السورية.
وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما أكد موقف الولايات المتحدة الرافض لاستغلال قوات وحدات حماية الشعب الكردي الظروف في شمال سورية للاستيلاء على أراض إضافية وفي الوقت نفسه “حث تركيا على ضبط النفس المتبادل عن طريق وقف ضربات المدفعية في المنطقة”.
وأضاف البيان أن الرئيسين “تعهدا بتعميق التعاون في مكافحة جميع أشكال الإرهاب، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني” وقوات تنظيم داعش.
جاء ذلك، بعد عدة انتقادات قوية للرئيس التركي ومسؤولين أتراك لكيفية تعامل واشنطن مع الأزمة، كما أنه جاء بعد فشل مشروع قرار روسي قدمته لمجلس الأمن يطالب "باحترام سيادة سورية وسلامة أراضيها" في محاولة لمنع عمل عسكري تركي في البلاد، يوم الجمعة(19|2) حيث لم يحشد التأييد اللازم في مجلس الأمن الدولي.
ودعت روسيا إلى عقد اجتماع للمجلس في الوقت الذي كثفت فيه تركيا قصفها للمسلحين الأكراد في شمال سورية وسط مزاعم أنها تدرس إرسال قوات برية إلى سورية.
مشروع القرار، الذي لا يذكر تركيا أو أي بلد آخر على وجه التحديد، “يطالب بقوة بالاحترام الكامل لسيادة” سورية و”الوقف الفوري لأي قصف أو توغل عبر الحدود وكذلك التخلي عن كل محاولات أو خطط للتدخل الأجنبي البري”.
وزعم فلاديمير سافرونوف، نائب السفير الروسي لدى الامم المتحدة للصحفيين بعد الاجتماع إن وضع قوات على الأرض من شأنه أن “يقوض كل القرارات الأساسية” التي اتخذت حتى الآن لإنهاء الصراع في سورية، وإن روسيا سوف تصر على دفع مشروع القرار قدما.
ومع ذلك، سرعان ما تم رفض مشروع القرار من جانب الولايات المتحدة وفرنسا، وهما من الأعضاء دائمي العضوية في مجلس الأمن.
ويرى محللون أن روسيا والسعودية يواجهان عقبات عديدة وخسائر تكتيكية في سوريا بسبب التزامهم بالرؤية الأمريكية لمقاربة الثورة السورية، و في حين انخرطت أنقرة بقصف مكثف للأكراد المسلحين الانفصاليين شمال سوريا دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى تزويد المعارضة بصواريخ أرض- جو لتتمكن من التصدي للمقاتلات المعادية.