وصفت “يوليا لاتينينا” الصحفية الروسية الشهيرة، سياسة الكرملين المتبعة حيال إسقاط تركيا طائرتها نهاية نوفمبر الماضي، بـ “الطائشة”، مؤكدة أن تركيا حذرت موسكو بخصوص الانتهاكات الجوية قبل إسقاط المقاتلة الروسية.
وتطرقت “لاتينينا”، خلال مشاركتها في برنامج بإذاعة “إيهو موفسكي”، اليوم السبت، إلى العلاقات التركية الروسية، عقب إسقاط مقاتلة روسية، انتهكت مجال الجوي التركي في (24|11).
وانتقدت لاتينينا، العمل الاستفزازي لجندي روسي، وجه صاورخًا محمولًا على الكتف، نحو مدينة إسطنبول التركية، في (6|12) الحالي، أثناء عبور سفينة حربية روسية من مضيق “البوسفور”، قائلةً، “ماذا لو فرضنا أن قدم ذلك الجندي “الثمل الأحمق”، انزلقت وأطلق الصاروخ نحو مسجد في محيط المضيق؟ ما الذي سيحدث؟ أقولها بكل وضوح حتى الاتحاد السوفييتي، ما كان ليترك سبب اندلاع الحرب العالمية الثالثة على يد بحّار ثمل”.
وبالنسبة لإسقاط المقاتلة الروسية، أضافت لاتينينا، أن “هنالك حقيقة مأساوية حيال إسقاط طائرتنا، وهي أننا لسنا على حق، لقد أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه لا يعلم بوجود التركمان في سوريا، أي أننا تدخلنا في أرض (سوريا)، لا نعلم طبيعتها، وكان تدخلنا فقط لأن الرئيس السوري، بشار الأسد، طلب منا ذلك”.
وأردفت الصحفية الروسية، بالقول “كما أن هناك أشخاص من جذور روسية تعيش داخل أراضي كازاخستان، فإن هنالك أشخاص من جذور تركية (التركمان)، يعيشون داخل سوريا، وروسيا لا تعلم بذلك، بل وتحاول قصف التركمان عبر اختراق المجال الجوي التركي”.
وأوضحت لاتينينا، أن أنقرة حذرت موسكو، مرارًا من انتهاكات الأخيرة للمجال الجوي التركي، حيث حذّر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، شخصيًا نظيره بوتين، من تلك الانتهاكات في قمة العشرين، في (15|11) الماضي، حيث أوضح بوتين لأردوغان “اعتبرونا (الطائرات) ضيوفًا”، وكان رد أردوغان له “نحن بطبيعتنا لا نحب الضيوف غير المدعوين”، حسب تعبيرها، مؤكدة أن وزارة الخارجية التركية، استدعت سفير موسكو في أنقرة، على خلفية تلك الانتهاكات.
وشددت لاتينينا، أن روسيا تجاوزت كل الحدود، رغم التحذيرات التركية، الواضحة والصريحة.
وأضافت أن روسيا رفضت أن تكون ضمن التحالف الدولي الذي يضم 80 دولة لمحاربة الإرهاب، بل فضّلت أن تكون في مثلث حلف النظام السوري والإيراني، مردفةً “أي أننا لم نختر سوى الدفاع عن نظام دموي قاتل (النظام السوري)، نحن في حرب مع العالم الإسلامي، علاوة عن ذلك نقاتلهم دون مشاركة الغرب، إذن هذه هي السياسية الروسية المعاصرة المرعبة، أرجو أن أكون مبالغة في وصفي”.
وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز “إف-16″، أسقطتا طائرة حربية روسية من طراز “سوخوي-24″، في نوفمبر الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دوليًا، قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي.
وعلى خلفية حادث إسقاط الطائرة شهدت العلاقات بين البلدين أزمة دبلوماسية حيث أعلنت رئاسة هيئة الأركان الروسية، قطع موسكو علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض قيود على البضائع التركية المصدرة إلى روسيا.
ومع ذلك يرى مراقبون أن خطر اندلاع حرب موسعة لا يزال ماثلا بالنظر لاستفزازات موسكو المتواصلة والمبالغة في ردود فعلها وتأكيد تركيا أن أي اختراق آخر لأي طائرة سوف يواجه نفس سيناريو المقاتلة السابقة. وأكد البنتاغون والذي يضم في عضويته تركيا أنه سوف يطبق قواعد الاشتباك في حال اخترقت مقاتلات روسية السيادة التركية. بكلمة أخرى، أن الناتو سوف يقوم بإسقاط أي مقاتلة تخترق أجواء تركية.