بعد تحريض استمر أكثر من عامين مارسه نظام السيسي ضد الثورة الليبية وبعدم موثق من جانب أبوظبي وفقا لما أكدته وثائق وتصريحات دبلوماسيين تم الكشف عنها مؤخرا لندن تمهد للتدخل عسكريا في ليبيا بعد تلويح فرنسي الجمعة (11|12) بشن ضربات في هذا البلد بذريعة محاربة داعش.
التدخل البريطاني
أشارت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية - نقلا عن مصادر حكومية بريطانية - إلى احتمال أن تشن بريطانيا عملا عسكريا في ليبيا في الفترة المقبلة، وذلك وسط مخاوف من استغلال عناصر تنظيم داعش الإرهابي لمعقلهم الجديد والذي يمتد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لاستهداف أوروبا.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - إن وزارتي الخارجية والدفاع في بريطانيا يعربون عن "قلقهما البالغ" إزاء البزوغ السريع لنجم داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة في ليبيا، وأنهما يدرسان خططا للتدخل العسكري في ليبيا لمواجهة هذا التهديد.
كما نقلت عن مسؤول حكومي قوله إن الوزراء "يتحركان صوب" وضع خطة لإرسال دعم عسكري إلى جانب الحلفاء الأوروبيين لهزيمة داعش في ليبيا.
التدخل الفرنسي
وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قد دعا أمس الجمعة لأن تمتد الجهود الدولية الرامية للقضاء على جهادي داعش إلى ليبيا قائلا " نحن في حرب ولدينا عدو ألا هو داعش علينا سحقه في سوريا والعراق وقريبا في ليبيا ، لأن لدينا المئات بل الآلاف من الشباب الذين سقطوا في هذا التطرف"، وفقا لما أوردته الصحيفة البريطانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن فرنسا ترسل طائرات تجسس فوق ليبيا لتقييم حجم التهديد الذي يشكله هذا التنظيم الإرهابي في البلاد، التي سقطت في فوضى عارمة منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي ، بدعم عسكري غربي عام 2011 ، موضحة أن معقل داعش على البحر المتوسط يمنحه موقعا لإقامة معسكرات تدريب على الحدود مع أوروبا ويفتح أمامه المجال لاستهداف السفن الغربية في البحر.
وفي السياق ذاته، أخبرت وزيرة القوات المسلحة البريطانية، بيني مورداونت، أعضاء البرلمان البريطاني مؤخرا إن الحكومة البريطانية "تراقب عن كثب تهديد الجماعات المتطرفة المتزايد في ليبيا"، بما في ذلك الجماعات التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، مضيفة أن "هذه الجماعات تهدد ليبيا والدول المجاورة لها والمصالح البريطانية في المنطقة".
وأكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع مايكل فالون ضرورة "إبقاء العين مفتوحة على ليبيا"، واستدرك قائلا إنه يتعين على بريطانيا استهداف قيادة داعش في سوريا، "كما قال رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" إنه من المهم التعامل مع رأس الأفعى حيث يكمن العقل المدبر".
ومن جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر - ردا على سؤال وجهته له صحيفة "ديلي تليجراف" حول ما إذا كانت ليبيا يمكن أن تسقط مرة أخرى في يد داعش - إنه " بينما يتم تدمير داعش في سوريا والعراق، لن نسمح لهذا الورم الخبيث بمعاودة الانتشار في ليبيا أو في أي مكان آخر".
أنظمة عربية ودول غربية والإرهاب
ركز تحريض نظام السيسي والرواية الإعلامية والرسمية ضد ليبيا وضد الربيع العربي أن هذا الربيع هو المسؤول عن اننتشار الإرهاب وأن الدميقراطية والحرية تجلب الفوضى والجماعات الإهاربية وقد انطلى هذا الأمر على الدول الغربية أو أن الدول الغربية أرادت أن ينطلي عليها لتعاود التدخل عسكريا وشن مزيد من الحروب ضد دول المنطقة وخاصة التي شهدت ثورات.
فمقترح إنشاء قوة عربية مشتركة كان لهذا الهدف، شن حروب وإخضاع الشعوب بذريعة مكافحة الإرهاب، والدول الغربية تتسابق على إعادة الاستعمار بطريق "عصرية" وأسباب مختلفة ضد الوطن العربي، كما يقول ناشطون.