أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن بلاده استلمت جثمان الطيار الروسي الذي هبط بعدما أسقطت أنقرة طائرته الأسبوع الماضي، مبيناً في تصريح صحفي الأحد، أن تركيا ستسلم جثمان الطيار إلى بلده في وقت لاحق.
وكان طيار ثان هبط أيضاً من الطائرة ذاتها، التي تجاوزت المجال الجوي التركي الثلاثاء الماضي، وأسقطتها المقاتلات التركية وفق قواعد الاشتباك، وأعلنت مصادر في المعارضة السورية عن مقتله.
وبخصوص إسقاط الطائرة الروسية، قال أوغلو: "قواتنا المسلحة نفذت التعليمات التي وصلتها، في إطار موقف مشروع وقانوني، إلا أن تلك التعليمات ليست موجهة ضد دولة ما".
وتابع: "على أي حال لا أحد يرغب بأن يكون مجالنا الجوي أشبه بالغربال أو المصفاة، داخل حلقة النار هذه".
ولم تتوقف حتى الآن ردود فعل موسكو الغاضبة لإسقاط طائرتها المقاتلة، كان أولها توجيه الرئيس الروسي التهم بشكل مباشر للدولة التركية بشراء النفط من تنظيم "الدولة"، وآخرها توقيعه أمس على مرسوم يفرض إجراءات عقابية اقتصادية ضد أنقرة، في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الأمريكية احتواء الأزمة بين الطرفين.
وحسب الجيش التركي، فإن طائرة سوخوي 24 عسكرية روسية تم تحذيرها 10 مرات مدة 5 دقائق قبل استهدافها وإسقاطها بعد اختراقها المجال التركي.
في حين تقول روسيا إن الطائرة سقطت على الأراضي السورية على بعد 4 كم من الحدود التركية، وقد نشرت هيئة الأركان التركية خريطة بيانية تشير فيها إلى اختراق الطائرة المجال التركي في أقصى جنوبي البلاد.
ومع أن إسقاط الطائرة لم يكن مفاجأة كبرى بسبب احتجاجات تركيا على انتهاكات روسية سابقة لمجالها، وتعهدها بأنها لن تسكت في حال تكرار روسيا لاستفزازاتها، إلا أن الترقب كبير الآن إلى ما ستؤول إليه الأوضاع بعد هذا التصعيد.
ويدخل العدوان الروسي اليوم شهره الثالث دون نتائج خارقة على الأرض حتى المناطق التي احتلها النظام بدعم من المقاتلات الروسية استعادها الثوار خاصة في ريف حلب الجنوبي وفي جبل التركمان بتركيا.
ويرى ناشطون إن وصول جثة الطيار إلى تركيا تعتبر إذلالا لبوتين إذ يتوجب عليه إجراء الاتصالات مع الحكومة التركية وربما تصل إلى مفاوضات بين الجانبين تضطر فيها موسكو للتراجع عن انفعالها.