تسلمت موسكو الأحد (29|11) جثة الطيار الروسي، والتي كانت طيلة الأيام الماضية بحوزة "جبهة النصرة". وكانت الجبهة رفضت تسليمها في اليوم نفسه الذي تم إسقاط الطائرة فيه. وتمت عملية التسليم بحضور وفد كبير من "النصرة" وباقي فصائل المعارضة في الساحل السوري مع شخصين من الحكومة التركية رفيعي المستوى.
الجدير بالذكر أنه في يوم إسقاط الطائرة نفسه حضر وفد من المخابرات التركية إلى جبل التركمان على الشريط الحدودي مع تركيا لتسلم الجثة بسيارتين، إحداهما بلون أسود من نوع «مرسيدس» والأخرى (بيك اب فضية اللون)، إلا أن «جبهة النصرة» رفضت رفضا قاطعا تسليم الجثة بهذه الطريقة التي تدل على التبعية. ويمكن وصف ما حصل في عملية التسليم بطريقة «الند للند»، حسب كلام أحد القادة الميدانيين، الذي فضل عدم ذكر اسمه.
وكان الاجتماع الذي تخلل عملية التسليم كبيرا وضم معظم فصائل المعارضة، وحين قدوم الوفد، وقبل دخوله إلى قاعة الاجتماع، طلب أحد القادة التركمان خروج الذين ليس لهم عمل.
وكان هناك أشخاص عديدون من "جبهة النصرة" مكشوفي الوجه.
وعملت المخابرات التركية طيلة اليومين الماضين من أجل التنسيق لدخولها الأراضي السورية والتقاء قادة «جبهة النصرة» حيث تم اللقاء في جبل التركمان في أحد المقرات العسكرية التابعة للكتائب التركمانية.
وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن تركيا تسلمت عند الساعة 1.45 من فجر أمس الأحد، بالتوقيت المحلي، (23.45 ت.غ الليلة قبل الماضية)، جثمان الطيار الروسي الذي أسقطت طائرته خلال انتهاكها المجال الجوي التركي الثلاثاء الماضي.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده، داود أوغلو، امس الأحد، في مطار «أسن بوغا» في العاصمة أنقرة، قبيل توجهه إلى العاصمة البلجيكية «بروكسل»، للمشاركة بالقمة الأوروبية التركية، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
وأضاف أنه تمّ تسليم الجثمان إلى رجال الدين الأرثوذكس في ولاية هطاي، من أجل إقامة المراسم الدينية له، وسيتم تسليمه إلى روسيا لاحقا بناءً على طلبها.
من جهة أخرى انتقد ناشطون سوريون تسليم تركيا جثة الطيار لروسيا "مجانا" أي بدون ثمن تدفعه موسكو. وكان الناشطون طالبوا بأن يكون تسليم الجثة مقابل معلومات عن حسين هرموش أول ضابط سوري انشق عن جيش النظام بعد اندلاع الثورة السورية والذي اختطفته قوات النظام ولا يزال مصيره مجهولا.
وتسبب إسقاط الطائرة التي أكد داود أوغلو أنها يمكن "أن تتكرر" بنشوب أزمة حادة بين أنقرة وموسكو بعد تصعيد روسيا من رد الفعل على حادث الطائرة رغم أنها هي انتهكت السيادة التركية، كما يؤكد الأتراك.