كتب رئيس تحرير صحيفة "المصريون" جمال سلطان مقالا بعنوان "العرب الفائزون والعرب الخاسرون في انتخابات تركيا" حول نتائج الانتخابات التركية اتهم فيه الدولة بأنها "تقود مؤامرة إقليمية في ليبيا" وهو يعلق على الخزي الذي سوف يلحق بالجنرال حفتر المدعوم من نظام السيسي أيضا. كما اعتبر أن الدولة تلقت "ضربة مؤلمة للغاية" بفوز أردوغان على حد تعبير سلطان.
وتحدث سلطان عن العرب الفائزين بهذه الانتخابات قائلا، " قوى الثورة الليبية التي تواجه مؤامرة إقليمية تقودها الإمارات ورأس حربتها المغامر الدموي الجنرال خليفة حفتر، تلك القوى الثورية وحكومة طرابلس العاصمة من أبرز المنتصرين بنتيجة انتخابات تركيا، لأن "العدالة والتنمية" داعم قوي لحكومة طرابلس وقوى الثورة المتمسكة بأهداف الربيع الليبي"، على حد تعبير سلطان.
وتابع "سلطان"، "مثّل انتصار حزب "اردوغان" ضربة مؤلمة للغاية للإمارات، بالنظر إلى أنها رأس الحربة في كل الثورات المضادة بالمنطقة العربية ضد الربيع العربي، وخاضت معركة كسر عظم اقتصادية في تركيا تسببت في خسارة الاقتصاد التركي مائة مليار دولار في شهر واحد، مما عرض أردوغان وحزبه لحرج بالغ، لكنه نجح في تجاوزه، والإعلام الإماراتي يعلق الآن على فوز أردوغان كما لو كان كارثة على العالم العربي كله "، على حد وصفه.
وأضاف سلطان، الشعب السوري هو أبرز الفائزين العرب من نتائج الانتخابات، لأن تركيا الأردوغانية هي الداعم الأكبر والأهم للثورة السورية، وكان انكسار "العدالة والتنمية" هذه المرة سينعكس كارثيا على ثورتهم ، لذلك كانت احتفالات السوريين وقوى الثورة هائلة بالنتائج.
وفيما يخص السعودية وقطر، قال عنهما "سلطان"، "أيضا فازوا سياسيا في تلك الانتخابات، وقوي ظهر الاثنين بشدة بعد فوز "أردوغان" المبهر، ولا شك أن نفوذ المملكة العربية السعودية وقطر صباح اليوم هو أقوى كثيرا منه أمس، وأكثر ثقة بالمستقبل".
وعلى الجانب الآخر، يقول "سلطان"، "مثّل انتصار حزب "العدالة والتنمية" كارثة بالنسبة لنظام بشار الأسد، لأنه أكبر أعدائه، وأكبر داعمي ثورة الشعب السوري ضده، كما أن إيران أيضا من أبرز الخاسرين بنتائج تلك الانتخابات، وكان كثير من رموزها يمنون أنفسهم بهزيمة ساحقة لأردوغان تكسر شوكته وتشل يده عن دعم الثوار في سوريا، وتضعف تحالفه مع السعودية العدو الأكبر لإيران حاليا".
وعن نظام السيسي اعتبر سلطان أنه من "أبرز من خسروا بفوز حزب أردوغان، نظرا للخصومة السياسية المريرة بين الطرفين، ولأن تركيا تعتبر من أبرز المتعاطفين مع خصوم السيسي من الإخوان وأنصار مرسي، كما أن انتصار "أردوغان" سيضعف موقف مصر في سوريا ورغبتها في بقاء بشار أو مؤسسته العسكرية والأمنية".
ورصد ناشطون تغريدات لضاحي خلفان وحمد المزروعي وعبد الخالق عبد الله فضلا عن تقاير إخبارية في الصحف الإماراتية الرسمية تعكس "توترا" ملحوظا جراء فوز أردوغان بالانتخابات.