أدى التنسيق القائم بين أجهزة الأمن الكويتية والسعودية إلى اكتشاف السلطات الأمنية في البلدين لعشرات الشباب، معظمهم سعوديون – من مؤيدي وأتباع تنظيم "داعش"، والذين كان من الممكن أن يشكلوا خلايا نائمة مستعدة للتحرك والقيام بعمليات إرهابية وانتحارية، مثل عمليات تفجير المساجد في القطيف والدمام، وأخيرا مسجد الصادق في الكويت .
وفي الوقت الذي اعتقلت فيه السلطات الأمنية الكويتية نحو أربعين شخصا – من بينهم سعوديون- من المشتبه بعلاقتهم بتنظيم «الدولة» وبالعملية التي نفذها انتحاري سعودي في مسجد الصادق في الكويت، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن اعتقال ثلاثة أشقاء لتورّطهم في التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق في الكويت.
وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية إن عملية الاعتقال تمت «في إطار التحقيقات الجارية بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة في الكويت لتتبع أطراف جريمة التفجير الإرهابي الآثم الذي استهدف مسجد الإمام الصادق في الكويت».
وأضاف أن التحريات المشتركة وتبادل المعلومات بين الجهات الأمنية المختصة في السعودية والكويت أسفرت عن «الاشتباه القوي بعلاقة ثلاثة أشقاء سعوديين بأطراف الجريمة الإرهابية، منهم اثنان من مواليد الكويت، ولهم ارتباط بشقيق رابع موجود في سوريا ضمن عناصر تنظيم داعش الإرهابي هناك».
ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أشار المتحدث إلى أنه أُلقي القبض على أحد الأشقاء بالتنسيق مع الجهات الأمنية الكويتية في الكويت، نظراً لوجوده هناك، والترتيبات جارية لتسليمه للجهات الأمنية السعودية.
وأضاف أنه تمّ القبض على شقيق ثان في محافظة الطائف، فيما أسفرت الجهود الأمنية في متابعة الثالث برصد تواجده في منزل في حي المضخة في محافظة الخفجي حيث تمت محاصرته، مشيراً إلى أنه أثناء مباشرة رجال الأمن في إجراءات القبض عليه وتوجيه النداءات إليه بتسليم نفسه بادر بإطلاق النار باتجاه رجال الأمن وردّوا بالمثل ثم اقتحموا المنزل وتمّ القبض عليه.
وأشار إلى أنه نتج عن تبادل إطلاق النار إصابة اثنين من رجال الأمن، ونُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وكانت قوات الأمن السعودية قد داهمت الأسبوع الماضي منزلا في الطائف للقبض على عدد من المشتبه بهم فاعتقلت ثلاثة سعوديين، وتمكن مطلوب رابع من الفرار، وذلك بعد اشتباك مسلح قتل فيه أحد أفراد قوات الأمن المهاجمة، ولكن بعد أقل من 24 ساعة تمكنت قوات الأمن من مطاردة المطلوب الرابع وأردته قتيلا بعد رفضه تسليم نفسه، وتبين أنه أحد الإرهابيين المطلوبين للسلطات السعودية، ويدعى يوسف عبد اللطيف الغامدي .
ورغم إعلان وزارة الداخلية السعودية عن القبض على ثلاثة مشتبهين لهم علاقة بتفجير الكويت، إلا أن مصادر أمنية خليجية ذكرت أن هناك العشرات ممن قبض عليهم في الحملة السعودية الجديدة لمطاردة أتباع وأنصار تنظيم «داعش». ولاحظ خبير أمني أن الجيل الجديد من الشباب السعودي من أصحاب الفكر التكفيري المتطرف أصبحوا يسعون للانضمام إلى «الدولة الإسلامية» الأكثر إرهابا وليس إلى تنظيم «القاعدة».