نشر موقع "بلومبرج فيو" التابع لشبكة "بلومبرج" الأمريكية مقالا للكاتب "ليونيد بيرشيدسكي" تحدث فيه عما وصفه بالتودد السعودي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار الكاتب إلى أن أمريكا تروج لرواية أن روسيا قوة تتضاءل قوتها ويقودها دكتاتور مبالغ في طموحه سينتهي بها الحال إلى العزلة وتقلص النفوذ الدولي.
وأضاف أن تلك الرواية لا تتوافق مع السعودية حليفة أمريكا المهمة والتي وقعت على اتفاق لاستثمار 10 مليارات دولار مع روسيا.
وأشار إلى أن الاتفاق أتبع الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان لمنتدى بيترسبرج الاقتصادي، حيث وجه "بن سلمان" خلاله الدعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة السعودية، في حين وجه "بوتين" الدعوة للعاهل السعودي لزيارة موسكو.
وأضاف أن روسيا والسعودية نادرا ما نظروا إلى الأحداث بعين واحدة، فالسعودية من المنافسين الكبار لروسيا في عدة مجالات.
واعتبر أن من بين الأسباب وراء العلاقات الدافئة حاليا بين البلدين، هي رغبة السعودية في قيام روسيا ببناء 16 مفاعل نووي، كما أن زيارة "بن سلمان" لروسيا فرصة لإظهار نفسه باعتباره الأكثر مرونة وانفتاحا عن غيره من المؤيدين لأمريكا كوزير الخارجية عادل الجبير وولي العهد الأمير محمد بن نايف.
وذكر أن السعودية تشعر بالخيانة من قبل الولايات المتحدة التي تتواصل مع إيران بشأن برنامجها النووي ورفع العقوبات دون تفاهم بهذا الشأن مع المملكة التي وقفت مع واشنطن قبل 20 عاما لمقاطعة طهران اقتصاديا.
وأضاف أن ذلك جعل السعودية تبحث عن بعض التوازن مع شريك ثان مع الرغبة في احتواء إيران، وربما كمحاولة لمنع حدوث تحالف روسي إيراني، بعد زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى روسيا في أبريل الماضي.
وتحدث عن أن "بوتين" سعيد بهذا التطور، فروسيا لم تكن في هذا المستوى من الطلب بالمنطقة منذ حقبة حروب الوكالة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، لكن الآن إيران والسعودية يتطلعان لمركز ثان للثقل من أجل إحداث توازن مع أمريكا.
وأشار إلى أن "بوتين" مستعد للعمل مع أي شخص من أجل إظهار لأمريكا أن العالم لم يعد أحادي القطب وأن روسيا قوة لا يستهان بها.
وأكد على أن تحالفات بوتين ظرفية بحتة، وهي حالة متقدمة على وضع الاتحاد السوفيتي الذي كان مقيدا بالأيديولوجية.