وصف مراقبون وخبراء سياسيون المصالحة المصرية القطرية خلال الفترة الحالية بالـ(المهددة)، مؤكدين أن علاقة القاهرة والدوحة عاودها الالتهاب من جديد، خاصة وأن المصالحة لم يمر عليها سوى شهر واحد، بعد قطيعة وتوتر داما أكثر من 15 شهرا على خلفية الانقلاب العسكري الذي جرى في مصر على الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي.
وبحسب المراقبين فإن هناك خمس نقاط تؤكد عودة التوتر في العلاقات بين البلدين مرة أخرى، خاصة بعد وفاة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والذي كان راعيا للمصالحة، ولعب دورا كبيرا في إذابة جبال الجليد بين الجانبين، والتي كانت أبرز نتائجها وقف بث قناة "الجزيرة مباشر مصر"، إلا أنه على ما يبدو كانت إذابة بشكل جزئي، وسرعان ما عاودت التجدد بعد وفاة الملك السعودي مباشرة.
وتوقع المراقبون أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدا سياسيا بين كل من قطر ومصر، خاصة في ظل وجود تكهنات صحفية وتقارير دولية تؤكد أن الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز لا يميل إلى السير على نفس وتيرة وخطى سلفه الراحل عبد الله بن عبد العزيز في دعم الانقلاب العسكري في مصر والوقوف بجواره في مواجهة أزماته السياسية والاقتصادية.
ويستعرض "شؤون خليجية" في هذا التقرير النقاط الخمس الذي رصدها مراقبون والتي تؤكد بدء عودة التوتر في العلاقات بين الدوحة والقاهرة.
1- عودة (الجزيرة) لتغطية الحراك المناهض للانقلاب في مصر:
وبحسب نشطاء ومتابعين، فإن قناة الجزيرة القطرية، عادت من جديد لتغطية المظاهرات والفعاليات المناهضة للانقلاب العسكري في مصر، بعد أن خففت لهجة القناة من حدتها تجاه الأحداث في مصر، وتم إغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر".
2- عودة الهجوم على (قطر) في إعلام الانقلاب المصري:
وتشير عودة الهجوم على دولة "قطر" في القنوات والأذرع الإعلامية التابعة للانقلاب العسكري في مصر إلى أن مبادرة الصلح باتت في الانهيار بالفعل، خاصة أن وقف الهجوم على" قطر" كان أحد بنود المصالحة بين البلدين، وهو الأمر الذي تم رصده في كافة وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب حيث تحولت قطر بعد المصالحة من دولة عدوة إلى شقيقة صغرى ودولة ذات أهمية!
3- مصر تنسحب من اجتماع دولي بشأن ليبيا بسبب مشاركة قطر وتركيا:
وجاء انسحاب "مصر" اليوم من اجتماعات لجنة الاتصال الدولية المعنية بمناقشة الأزمة الليبية في العاصمة الأثيوبية "أديس أبابا" احتجاجًا على مشاركة قطر وتركيا في تلك الاجتماعات ليؤكد أن التوتر في العلاقات بين البلدين بدأ في العودة وبقوة من جديد.
4- التلفزيون المصري يقرر فصل العاملين بالقنوات القطرية:
ومجددا عاود المسؤولون في التلفزيون المصري على التأكيد بفصل أي إعلامي يعمل بدولة قطر، رغم أن تلك التصريحات كانت قد هدأت بشكل كامل خلال الفترة المقبلة.
5- ترحيل أمير قطري ومنع دخوله الأراضي المصرية:
وتأكيدا على توتر العلاقات من جديد بين كل من قطر ومصر، فقد أعلنت سلطات مطار القاهرة الدولي اليوم الأربعاء، ترحيل أحد أقارب أمير قطر من العائلة الحاكمة بعد منعه من دخول البلاد، تنفيذا لمبدأ المعاملة بالمثل لوصوله بجواز خاص بدون تأشيرة دخول مسبقة.