نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية تحليلًا لـ"ديفيد جاردنر"، اعتبر فيه أن الأنظمة العربية الاستبدادية التي قدمت نفسها وهمًا على أنها أداة للاستقرار في الماضي، هي جزء من المشكلة التي يعاني منها الشرق الأوسط الآن، المهدد بالضياع في ظل الصراع المشتعل بين السنة والشيعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قلق الغرب من الاضطرابات التي حدثت خلال السنوات الأربع الماضية خلال الربيع العربي، وانشغاله بإجراءات مكافحة الإرهاب، أنعش من جديد عودة النموذج القديم للأنظمة الإقليمية الاستبدادية.
وأبرزت الصحيفة ظهور عبد الفتاح السيسي في مصر، الذي وصل للسلطة بعد انقلابه العسكري عام 2013م على الحكومة الإسلامية المنتخبة، وما أعقب الانقلاب من حملات قمعية أعاتد الدولة من جديد إلى الخيمة الغربية.
وحذرت الصحيفة من أن تجريم السيسي ليس فقط للإسلاميين، وإنما كذلك لليبراليين واليساريين، يساهم بشكل مؤكد في تفاقم التطرف، وكذلك الحال مع النظام الوهابي في السعودية الحليف الرئيسي للغرب في الخليج، والذي تتشابه أساليبه وأفكاره مع "داعش".
واعتبرت أن مثل هذه الأنظمة المنغلقة تعد أداة تصب في صالح تجنيد الجهاديين، مشيرة إلى أن تونس أعادت بعض الأشخاص المحسوبين على النظام القديم للسلطة، ولكن عبر الأساليب الديمقراطية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقارب الغربي مع إيران والتوصل إلى حل بشأن البرنامج النووي، سيساهم في تهدئة الصراع بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط ،الذي يهدد بابتلاع المنطقة في ظل امتداد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، والذي نجح في إحداث شرخ في اتفاقية سايكس بيكو السرية الموقعة بين بريطانيا وفرنسا لتقسيم الإمبراطورية العثمانية فيما بينهما عام 1916م.