خصصت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية افتتاحيتها لتوجيه انتقادات حادة للمملكة العربية السعودية بعد جلدها للمدون والناشط الليبرالي "رائف بدوي"، مشيرة إلى التناقض الكبير بين ما فعله "بدوي" وبين حجم العقوبة التي تعرض لها قبل نحو أسبوعين.
وتحدثت عن أن العقوبة تسلط الضوء على استمرار المملكة في استخدام عقوبات مضى عليها زمن طويل، مشيرة إلى أن المملكة عادة ما تتم إدانتها باعتبارها أنها تمتلك واحدا من أسوأ سجلات العالم في مجال حقوق الإنسان ومع ذلك لم يفعل شيء حيال ذلك.
وأضافت أن "بدوي" تصرف من منطلق الحرية في العصر الحديث وكمدون طالب بفتح نقاش بشأن تفسيرات الإسلام، لكن مدوناته كانت في بعض الأحيان ساخرة أو مسيئة وأثارت حفيظة رجال الدين المتعصبين.
وتحدثت عن أن وصف بربرية قليل على ما تعرض له "بدوي" عندما جلد 50 جلدة في سلسلة ستستمر لمدة 20 أسبوعا حتى استكمال العقوبة المقدرة بـ1000 جلدة.
وأشارت إلى أن"بدوي" ليس وحده الذي يعاقب بسبب أفعاله فهناك العشرات غيره يعاقبون بالمملكة نتيجة أفعال مشابهة، مضيفة أن الشهر الماضي أعلن فيه عن إحالة سيدتين للمحاكمة أمام محكمة خاصة بقضايا الإرهاب بعد اعتقالهما على خلفية تحدي الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة في المملكة.
وتناولت طلب أمريكا الخميس الماضي من السعودية وقف تنفيذ عقوبة الجلد ضد "بدوي" ومع ذلك نفذت السعودية العقوبة في اليوم التالي، وهو ماعتبرته الصحيفة نتيجة طبيعية لأن المملكة لم تجد عواقب لتجاهلها الطلب الأمريكي.
وطالبت الصحيفة بتشكيل لجنة تحقيق دولية تجمع شهادات وسجل عن انتهاكات حقوق الإنسان وقمع المعارضين في المملكة فضلا عن غياب حقوق المرأة هناك، وهي نقاشات ستوصل رسالة إلى حكام المملكة بأنه وعلى الرغم من علاقتهم القوية بالولايات المتحدة، إلا أن انتهاكات حقوق الإنسان لا يمكن نسيانها أو تجاهلها.