كشف أديب إسرائيلي مشهور النقاب عن أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قد توصل مع "شخصية عربية كبيرة" بالفعل إلى مسودة لاتفاق "إقليمي" لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي مقال نشره مساء الجمعة(9|1)، موقع صحيفة "هآرتس"، كتب الأديب إيال مجيد، ذو التوجهات اليسارية" أن مسودة الاتفاق التي تم التوصل إليها تحظى بدعم كل من مصر والسعودية ودول الخليج، بالإضافة إلى كل القوى "المعتدلة" في العالم العربي.
ونقل مجيد عن ليبرمان قوله إنه يتوجب التوصل لاتفاق يشبه اتفاق "لندن" الذي توصل إليه ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال مع وزير الخارجية الأسبق شمعون بيريس، عام 1986، والذي يعتبره ليبرمان "أفضل اتفاق تم التوصل إليه بشأن الصراع مع الفلسطينيين".
وحسب مجيد، فإن ليبرمان يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت إسحاق شامير قد ارتكب خطأ جسيما عندما أحبط فرص تطبيق اتفاق "لندن". وعلى الرغم من أن مجيد رفض الكشف عن تفاصيل الاتفاق الذي توصل إليه ليبرمان مع "الشخصية العربية الكبيرة"، إلا أنه أشار إلى أن هذا الاتفاق يستند إلى "مبادرة السلام السعودية"، علاوة على أنه يعرض على فلسطينيي 48 الانفصال عن إسرائيل.
ويذكر أن مصطلح "الانفصال" الذي يشير إليه ليبرمان يعني طرد فلسطينيي 48، سيما أولئك الذين يقطنون في المدن المختلطة والمثلث الجنوبي، الذي يضم بشكل خاص مدينة "أم الفحم"، التي تعتبر معقل الحركة الإسلامية الرئيس. وأوضح مجيد أن ليبرمان توصل إلى قناعة مفادها أنه لا يمكن التوصل لاتفاق ثنائي مع الفلسطينيين، في ظل مواقفهم الحالية، وأن أي اتفاق معهم سيفضي إلى المزيد من الأزمات والتعقيد.
وينقل مجيد عن ليبرمان قوله إنه سيكون بوسعه إجمال التفاصيل حول هذه المسودة في نهاية عام 2015، وأن 80% من الجمهور الإسرائيلي سيؤيد هذه المسودة في حال تم طرحها على استفتاء عام.
يذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كشفت مؤخرا عن أن ليبرمان عقد مؤخرا لقاءً مع شخصية عربية كبيرة في باريس، علاوة على عقده لقاءات مع القيادي الفتحاوي محمد دحلان في عدد من العواصم الأوروبية.وفي سياق متصل، أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ليبرمان يحرص على تسريب أخبار لقاءاته مع المسؤولين الأجانب، في مسعى منه لتحسين صورته وصورة حزبه عشية الانتخابات التشريعية.
وتجري على قدم وساق ما يمكن وصفه "ترتيبات إقليمية" بين دول خليجية وإسرائيل بهدف تصفية جميع القضايا التي يعتبرونها تشكل تهديدا لوجودهم السياسي وخاصة القضية الفلسطينية والمقاومة التي تقف حجر عثرة أمام تصفية حقوق الشعب الفلسطيني. ومؤخرا ازدادت التسريبات التي تؤكد وجود تقارب بين إسرائيل ودول خليجية في النظر للمشكلات التي تعاني منها هذه الأطراف وأهمها الإسلام الوسطي، كما أكد أكثر من مرة رئيس الوزراء نتنياهو وهو يحرض على مظاهرات القدس الأخيرة مستغلا حساسية أنظمة عربية من الإسلام الوسطي للتحريض على المقدسيين، كما نقل التلفزيون الإسرائيلي أكتوبر الماضي.
ويبدو أن مشروع قرار انهاء الاحتلال الذي فشل مجلس الأمن في تمريره قبل نحو أسبوعين يأتي في سياق تهيئة الأجواء لهذه الصفقة على اعتبار أنها ستمنع ما حذرت منه دول خليجية من تعرض الاستقرار الإقليمي للخطر، على حد قولهم.