رغم تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها خلال أربع سنوات، أقرت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اليوم الخميس اتفاقاً بالإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية.
وتصاعدت الدعوات خلال اجتماع "أوبك"، في العاصمة النمساوية فيينا، اليوم الخميس (27|11) لتقليص إنتاج النفط، بهدف السيطرة على الأسعار وعدم استمرارها في التراجع.
وكانت السعودية، أكبر منتج للنفط بين دول المنظمة، قد استبقت الاجتماع بالتأكيد على عدم اعتزامها خفض الإنتاج.
وبلغ سعر خام "برنت" 75,86 دولار للبرميل لأقرب تعاقدات، في تداولات الخميس، وهو أدنى مستوى له على مدار السنوات الأربعة الماضية.
وأفاد خبراء أن تخفيض الإنتاج بنحو 1,5 مليون برميل يومياً، قد يساعد في الحفاظ على أسعار النفط، إلا أن خطوة كهذه ربما تكون مستبعدة، على ضوء ما أعلنه وزير النفط السعودي، علي النعيمي.
ويرى مراقبون أن عدم اتخاذ قرار خلال اجتماع أوبك بتقليص الإنتاج، قد يلقي بتداعيات سلبية على دول مثل روسيا وإيران وفنزويلا، التي تعتمد في ميزانياتها 90 دولار للبرميل، كحد أدنى لأسعار النفط.
كما أن سعر النفط الخام هوى بنسبة تصل إلى 30 % منذ يونيو/ حزيران الماضي، ويعتقد الخبراء أن الأسعار قد تتجه لمزيد من التراجع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال اجتماع أوبك.
ويعتبر هذا القرار ضربة كبيرة للدول التي كانت تطالب بتخفيض الإنتاج وعلى رأسها إيران وفنزويلا وليبيا والإكوادور.
ويعتبر سقف إنتاج أعضاء منظمة أوبك محدد منذ 3 سنوات عند 30 مليون برميل يوميا، وهو السقف الذي أقرته المنظمة في اجتماع ديسمبر من عام 2011، حيث قد جاء القرار في حينها بعد 3 سنوات من تحديده عند 24,8 مليون برميل يوميا عبر تحديد حصص مستقلة لكل دولة باستثناء العراق.
وكان مندوب خليجي قد قال لرويترز قبل بدء الاجتماع مباشرة "من المستبعد أن تقرر أوبك إجراء خفض اليوم." واتفق معه في الرأي مندوب آخر وقال ثالث إن من الصعب التنبؤ بالنتيجة.
ومن شأن خفض الإنتاج من جانب واحد أن يفقد أوبك التي تسهم بثلث إنتاج النفط العالمي مزيدا من حصتها السوقية لصالح منتجي النفط الصخري في أمريكا الشمالية.
وإذا قررت أوبك عدم الخفض وأبقت على مستويات الإنتاج الحالية فسيعني هذا عمليا نشوب معركة على حصص السوق حسبما ذكر وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه.
ويستطيع السعوديون والمنتجون الخليجيون الآخرون تحمل مثل تلك المعركة وفترة من انخفاض الأسعار بفضل احتياطاتهم الضخمة من النقد الأجنبي. لكن أعضاء آخرين مثل فنزويلا وإيران سيواجهون مصاعب أشد.