قام جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت بفصل شمال القطاع عن مدينة غزة من خلال سيطرة الآليات وغطاء الطائرات المسيّرة، وسط تدهور إنساني حاد.
ونقلت "الجزيرة" عن مصادر قولها إن جيش الاحتلال يضع سواتر ترابية في الشوارع الرئيسية بين مدينة غزة وشمال القطاع، وأن الاحتلال نسف عشرات المنازل في مخيم جباليا بالروبوتات المتفجرة.
وأكدت المصادر أن العملية الإسرائيلية مستمرة لليوم الثامن في شمال قطاع غزة، مضيفة إلى أن قوات الاحتلال ترسل تعزيزات.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال يعزل عشرات الآلاف من العائلات الباقية في مناطق جباليا وشمالي القطاع، مؤكدة أن قوات الاحتلال لم تسمح بدخول المساعدات الغذائية لسكان شمال قطاع غزة ما ينذر بمجاعة جديدة.
وتحدثت المصادر عن عدد كبير من الجثث لم تنتشل من مناطق شمال القطاع بسبب استهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف.
من جانبه، ناشد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة المنظمات الدولية حماية الطواقم الطبية في شمال القطاع.
وثمّن -في حديث للجزيرة- رفض الطواقم الطبية قرار الاحتلال بإخلاء المستشفيات.
وعلى صعيد متصل، قال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان إن الكميات المحدودة من الوقود التي دخلت السبت للمستشفيات الثلاثة الرئيسية في المحافظة الشمالية لا تكفي سوى لأيام، في ظل ما تتعرض له المحافظة من هجوم بري وحصار مطبق وإبادة جماعية لليوم السابع على التوالي.
وأضاف أن المستشفيات الثلاثة الرئيسية في المحافظة الشمالية ما زالت تعاني من ضغط شديد إثر وصول إصابات وشهداء على مدار الساعة، ورغم إدخال كميات محدودة من الوقود السبت.
وأوضح أبو صفية، أن شمال غزة استقبل نحو 20 ألف لتر من الوقود. وبيّن أن هذه الكمية بالكاد تكفي لتشغيل مستشفى كمال عدوان لـ10 أيام بالحد الأدنى، وكذلك لا تلبي حاجة المستشفيين الآخرين لـ5 أيام.
ويأتي دخول هذه الكميات المحدودة من الوقود للشمال، بعد أكثر من 5 محاولات منع خلالها الجيش الإسرائيلي وصول الشاحنات إلى المحافظة المحاصرة.
والخميس، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من توقف الخدمات الطبية في الشمال جراء نفاد الوقود ومنع وصوله إلى الشمال.
إلى جانب ذلك، فإن مركبات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية والدفاع المدني تعاني من ضغط شديد جراء تفاقم الأوضاع الميدانية تزامنا مع الهجوم البري الإسرائيلي على المحافظة ووسط نفاد الوقود، وفق المكتب الإعلامي.
ولليوم السابع على التوالي يشن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا وحصارا مطبقا على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان.