شن مغردون يمنيون هجوما لاذعاً على الإمارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على خلفية احتضانها لأبرز المجرمين الخارجين عن النظام والقانون والمطلوبين للعدالة في بلادهم، لا سيما تلك الشخصيات المتهمة بارتكاب انتهاكات فضيعة ومروعة أبرزها وقوفهم خلف الاغتيالات في عدن حيث تتخذ منها الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة لها، في ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء منذ 2014.
وهاجم النشطاء اليمنون، شخصيات يمنية مثيرة للجدل أبرزهم، نائب رئيس المجلس الانتقالي السابق القيادي السلفي هاني بن بريك، والإسم الذي ظل مرتبطًا بأبوظبي وجرائمها في عدن ومحافظات جنوب اليمن، حتى أصبح هاربًا فيها برفقة متهمين آخرين ضالعين في الاختطافات والاغتيالات والتعذيب، آخرهم القائد السابق لما يعرف بمكافحة الارهاب في عدن يسران المقطري المتهم والفار من وجهة العدالة الصادر بحقه أومر ضبط قهرية، على خلفية اختطاف المقدم في الجيش اليمني علي عشال الجعدني.
وفي هذا الشأن، قال صاحب حساب الملك اليماني، "اعتمدت الإمارات في اختيارها للعناصر المأجورة على عسكريين وأمنيين سابقين وعناصر سلفية مرتبطة بأجهزة المخابرات مثل “هاني بن بريك”، الذي وصفه أنه أحد أدوات أبوظبي في عدن".
أما الناشط والسياسي اليمني عادل الحسني، فقال إنه "عقب خروج عدن من حرب 2015 القصيرة، كان هناك مسعى إماراتي مباشر باستقطاب جميع الشخصيات المؤثرة، وعلى رأس القائمة كان الشيخ الراوي، وحين أبى الراوي أن يكون تحت جناح الإمارات، صدرت أوامر من الضابط "أبي سلامة الإماراتي" بتصفيته وأوُكِلت المهمة إلى هاني بن بريك الذي بدوره استأجر بعض الشباب لتنفيذ العملية، وإغرائهم بمكافآت كبيرة.
ومضى قائلاً: "ليس الراوي الضحية الوحيدة، فهناك أكثر من 30عالم وإمام وداعية في عدن دماؤهم معلقة بعنق المجرم الهارب الذي آوى إلى الإمارات، وكُتِب عليه أن يبقى ذليلًا لدى أسياده حتى النهاية".
وتساءل صاحب حساب يمني أصيل من أرض العواق عن سبب هروب المجرمين المطلوبين لدى دولهم إلى أبوظبي التي ترفض تسليمهم، مشير إلى احتضانها هاني بن بريك وعصاباته.
وقال هدهد سبأ "المتهمين بقضية اغتيال الشيخ عبدالرحمن العدني ظلوا في الإمارات محتفظ بهم لتضييع الحقيقة والفضيحة وتغطية جريمة هاني بن بريك وفي نهاية المطاف أبوظبي سلمتهم للأمريكان".
أما مغرد الساحل الغربي فعلق قائلاً: "مليشيات الانتقالي ليس لديها أي وازع ديني أو أخلاقي، جردتهم الإمارات من المبادئ والأعراف ، أصبحوا خارجين عن أعرافهم القبلية الاصيلة والحقوا العار بقبائلهم".
وفي مايو من العام الحالي، كشف قائد لواء النقل السابق العميد أمجد خالد، عن تفاصيل تتعلق بعمليات اغتيال نفذت في عدن، مشيرا إلى قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي هي من تقف وراءها، مؤكداً أن القيادي في المجلس هاني بن بريك طلب منه ومن ضباط آخرين تصفية قيادات في المدينة مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وأوضح العميد خالد في مقابلة مع قناة "المهرية" اليمنية، أن هاني بن بريك اجتمع معه ومع ضباط آخرين، من بينهم محمد البوكري ومهران القباطي، بتوجيهات من الإماراتيين، وطلب منهم تصفية العديد من القيادات داخل عدن مقابل 100 ألف دولار لكل عملية اغتيال.
وأكد أن لديهم أدلة تثبت تورط قيادات الانتقالي، بما في ذلك تصاريح مرور صادرة من مكتب شؤون المقاومة الذي كان يديره عناصر من الانتقالي تحت إشراف إماراتي .
وتشهد مدينة عدن التي تخضع لسيطرة المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي والمطالب بانفصال جنوب البلاد، اتهامات متزايدة بالتورط في عمليات اغتيال وتصفية سياسية، لعل آخرها ما نشره تحقيق البي بي سي، في يناير الماضي، والذي أشار لتورط أبوظبي في عمليات اغتيال معارضين، وتصعيد التوتر بين الفصائل اليمنية في جنوب اليمن.
وشهدت عدن عقب تحريرها من الحوثيين في العام 2015، عمليات اغتيالات استهدفت قيادات سياسية وحزبية وأئمة مساجد وخطباء ومؤثرين، لا سيما من حزب الإصلاح الذي يرى فيه الانتقالي ومن خلفه أبوظبي خصماً لهم، ورغم إلقاء القبض على بعض المنفذين إلا أنه لم تجر أي محاكمة منذ سيطر المجلس الانتقالي بشكل تام على المحافظة، في أغسطس عام 2019.