لم يكترث المطبّعون المقربون من أبوظبي لسقوط مئات الشهداء الأبرياء من المدنيين في غزة، بسبب عملية العدوان الإسرائيلي التي أعلن فيها تحرير أربعة من أسراه كانوا محتجزين لدى المقاومة وسط القطاع، بقدر ما سارعوا إلى الاحتفاء بعملية التحرير، والتشفي برجال المقاومة الفلسطينية.
كما لم يتطرق المطبعون إلى الجانب الآخر من العملية، التي أسفرت بحسب متحدث كتائب القسام عن مقتل أسرى إسرائيليين آخرين خلال عملية تحرير الأربعة الإسرائيليين، وهو ما دفع المئات من الإسرائيليين للخروج إلى الشوارع لمطالبة حكومة الاحتلال بسرعة الاتفاق مع حماس والإفراج عن الرهائن الذين يتجاوز عددهم الـ120 يموتون كل في غزة برصاص جيشهم، بل اكتفى المطبعون المحسوبون على أبوظبي كالعادة بتبني الرواية الصهيونية وفي الاحتفال والشماتة من الغزاويين.
فقد كتب خالد بن ثاني، على حسابه في منصة إكس: "الفرحة تغمر إسرائيل بعد تحرير أربع مختطفين". مضيفًا "أيًا كان توجهك لاحظ الفرق بين من يخوض حرب من أجل مواطنيه المدنيين وبين من يتترس بهم ليموتوا بدلًا عنهم ليتاجروا بعد ذلك بجثثهم أمام الكاميرات (في إشارة إلى حركة حماس) وبين من يحتفل بحياتهم ومن يحتفل ويتفاخر بموتهم وتقديمهم ضحايا وقرابين".
تغريدة بن ثاني ليست الوحيدة بل هناك من غرد بنفس اللهجة والرواية، إذ زعمت هاجر الشحي أن المقاومة الفلسطينية "تتخذ من أبناء شعبها دروع بشرية و بعدها يعيشون دور المظلومية للأسف".
وقال حزام القحطاني: "يبدوا أن حماس تستخدم المدنيين دروعاً بشرية وتخبئ المختطفين بين المدنيين وهذا سبب مقتل العشرات.. اختطاف المدنيين بحد ذاته كان جريمة اقدمت عليها حماس".
من جانبه، كتب الأكاديمي المثير للجدل عبدالخالق عبدالله في تغريدة خبرية وصفها رواد مواقع التواصل بالتشفي من الواقعة قائلاً: "بعد مرور 8 اشهر على حرب الابادة التي يشنها على غزة الجيش الإسرائيلي يعلن انه حرر 4 رهائن أحياء من منطقة النصيرات في غزة، بعد تبادل كثيف للنار مع مقاتلي حماس".
الناشط أحمد المصري، المعروف بانسياقه خلف المطبعين الذين تقودهم أبوظبي قال في تغريدة: "مش عارفين يخبوا الأسرى ولا عارفين يحموا الشعب ، وبس تنعرض عليهم صفقة بيرفضوها".
وفي وقت سابٌق، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه تمكّن من استعادة 4 أسرى في عملية مركّبة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تم التخطيط لها منذ أسابيع، وأسفرت عن سقوط مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين، ومقتل ضابط في القوات الخاصة الإسرائيلية.
من جهتها، نقلت "سي إن إن" عن مسؤول أميركي -لم تسمّه- قوله إن خلية أميركية في "إسرائيل" ساهمت في العملية مع القوات الإسرائيلية.
في المقابل، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "تمكن عبر ارتكاب مجازر مروعة من تحرير بعض أسراه، لكنه في نفس الوقت قتل بعضهم أثناء العملية".
وقال متحدث الكتائب أبو عبيدة، في منشور عبر منصة تلغرام: "ما نفذه العدو الصهيوني في منطقة النصيرات وسط القطاع هو جريمة حرب مركبة، وأول من تضرر بها هم أسراه".
وأضاف أن "العدو تمكن عبر ارتكاب مجازر مروعة من تحرير بعض أسراه، لكنه في نفس الوقت قتل بعضهم أثناء العملية"، دون ذكر عدد معين.
وأوضح أبو عبيدة أن "العملية ستشكل خطرا كبيرا على أسرى العدو، وسيكون لها أثر سبلي على ظروفهم وحياتهم".
وقال إن مقاتلي الحركة استهدفوا بالاشتراك مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى مروحية أباتشي بصاروخ "سام 7" في سماء مخيم النصيرات، كما اشتبكوا مع جنود جيش الاحتلال لساعات طويلة وألحقوا بهم الخسائر.