أعلنت شركة الخطوط الجوية الكويتية عن تسيير رحلات للكويتيين إلى القدس على أن تبدأ السلطات الفلسطينية المختصة تسلم طلبات الراغبين من المواطنين ابتداءً من 19 أكتوبر الجاري.
وأعلن مدير مكتب العطلات في الشركة خلف المانع أن "الكويتية" حصلت على موافقة السلطة الفلسطينية وبالتنسيق مع الجانب الأردني على تسيير رحلات للكويتيين إلى القدس. وأوضح المانع في تصريح لـجريدة القبس الكويتية اليومية أن دخول الأراضي الفلسطينية سيكون بدون ختم للجواز وإنما عبر تصاريح من السلطة الفلسطينية مبيناً أن مسار الرحلة إلى القدس سيكون عبر السفر جواً إلى عمان أيام الأربعاء ثم السفر براً عبر حافلات مكيفة حديثة إلى القدس صباح يوم الخميس حيث يصل المسافرون إلى القدس يوم الخميس ويصلون الجمعة في المسجد الأقصى ليعودوا بعد ذلك براً أيضاً إلى رام الله للتسوق ويقضون ليلة الجمعة والسبت هناك ومن ثم يعودون إلى عمان قبل رحلة الطيران المتجهة إلى الكويت من عمان يوم السبت.
وبين المانع أن شركة الطيران ستبدأ باستقبال طلبات الكويتيين الراغبين بالسفر إلى القدس اعتباراً من اليوم الاثنين، عبر الإيميل مع إرفاق صورة لجواز السفر مع الطلب على أن ترسل "الكويتية" الطلبات اعتباراً من 19 الجاري لأخذ الموافقات الأمنية عليها من السلطة الفلسطينية متوقعاً أن تسير "الكويتية" أول الرحلات إلى القدس يوم الأربعاء من الأسبوع المقبل.
وأشار المانع إلى أنه طرح على الجانب الفلسطيني أن يشمل قرار السماح بالسفر إلى القدس المنتمين إلى فئة غير محددي الجنسية (البدون)، موضحاً أنه بانتظار موافقة السلطة الفلسطينية على ذلك خلال الأسبوع الجاري. وكان مصدر برلماني كويتي صرح الأسبوع الماضي بأن عددا من أعضاء البرلمان الكويتي يسعون لإيجاد صيغة قانونية بعد أخذ مشورة الحكومة وموافقتها للسماح للمواطنين الكويتيين بالقيام بزيارة المسجد الاقصى في القدس الشريف.
وقال إن "هناك فكرة ربما تتبلور على أرض الواقع ولكن بعد إيجاد مخرج قانوني لتلك الزيارات بحيث لا تكون تطبيعا مع الكيان الإسرائيلي وأن الفكرة تتمحور حول إنشاء مكتب حكومي تابع للدولة تكون مهمته التنسيق مع السلطات الفلسطينية للقيام بتلك الزيارات بحيث تكون كمجموعات لا فرادى وأن هذه الفكرة جاءت بعد قيام عدد من الإعلاميين بزيارة بيت المقدس وكذلك النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد".
وشدد المصدر على أن كل تلك الإجراءات شرطها الأول والأخير ألا يكون هناك ختم على الجوازات الكويتية من قبل السلطات الإسرائيلية وأن يكون المسؤول الأول والأخير جهتين كويتية وفلسطينية.
فتح باب التطبيع
ويعتبر الفلسطينيون أن هذه الزيارات إنما بوابة للتطبيع مع إسرائيل واعتراف بالاحتلال الإسرائيلي للمدينة المقدسة، ويستندون في ذلك إلى فتوى من هيئة علماء فلسطين تحرم زيارة القدس تحت الاحتلال لغير الفلسطينيين كونها تعبر عن اعتراف باحتلالها، حسب الفتوى والتي يشاركهم فيها كبار علماء المسلمين في السعودية ومصر والخليج عموما.
غير أن المانع أكد أن تسيير الرحلات لا يعني أي نوع من التطبيع مع إسرائيل فالاتفاق تم مع السلطة الفلسطينية والجانب الأردني حتى الفندق الذي سيقيم فيه المواطنون أثناء سفرهم هو "لاند مارك" في القدس المملوك لعائلة فلسطينية، على حد قوله.
ويخشى الفلسطينيون أن تستغل سلطات الاحتلال الإسرائيلي هذه الزيارة للتدليل على "تسامحها الديني" وتطالب فيما بعد بالولاية الدينية عليها تحت وزارة شؤون الأديان الإسرائيلية. ويتخوف الفلسطينيون أن تشرعن زيارة العرب للقدس تحت الاحتلال الاقتحامات اليومية للمتطرفين اليهود، فيطالبون "بحقهم" بزيارة المسجد الأقصى مساواة مع غيرهم من القادمين من خارج حدود المدينة.
وصباح اليوم اقتحم المتطرف موشيه فيغلين نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية وتصدت له النساء. يشار أن انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000 كانت بسبب اقتحام شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق للمسجد الأقصى.