أكدت مصادر موثوقة لـ"شؤون خليجية" اعتقال السلطات السعودية الشيخ محمد العريفي، الأستاذ بجامعة الملك سعود وإمام وخطيب مسجد البواردي جنوب الرياض، وأنه حاليا رهن التحقيق في سجن الحائر ذي الحراسة المشددة، الذي يقع على بعد 29 كيلومتر إلى الجنوب من وسط الرياض ويعتبر أكبر سجن في السعودية.
وأكد الإعلامي السعودي محمد العمر خبر اعتقال "العريفي" في تغريدة له عبر حسابه في "تويتر" وقال إنه تم اعتقال العريفي بعد أداء فريضة الحج مساء الأربعاء الماضي بسبب انتقاده لتعطل قطار المشاعر المقدسة.
كما تواترت الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي حول خبر اعتقال العريفي، وأن من يقوم بالتغريد على حسابه حاليا الفريق الإعلامي بمكتبه.
وأضاف العمر في ردوده على بعض الاستفسارات أن من يقوم بالتغريد على حساب الشيخ العريفي -حاليا- والذي يعد أشهر حساب عربي على "تويتر" هم أعضاء مكتبه الإعلامي.
وعلمت "شؤون خليجية" من مصادرها أن العريفي يخضع للتحقيق بشان اتهامات بـ"تكدير الصفو العام" و"الإساءة للجهود العاملة في الحج وكتابة تغريدات كاذبة وغير صحيحة"، و"إثارة المواطنين والإساءة للبلاد"، مما يفسر الهجوم الذي شنه مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في الجزء الثاني من خطبته أمس، بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم بالرياض، على المغردين في تويتر، وأن بعضهم يغرد بغير الحقيقة، ووصف المفتي من ينتقد أعمال القائمين في الحج في وسائل التواصل الاجتماعي بأن في قلوبهم مرضا، وأنهم جاحدون للفضائل وسيئو خلق.
وقال المفتي العام - في إشارة واضحة إلى تغريدة الشيخ العريفي - "بعض المغردين يغردون في أشياء بعيدة عن الحقيقة، بل معاكسة للحقيقة، ويقولون وقع كذا، والواحد منهم ينظر إلى قضية واحدة أو موقف واحد سيئ أو تصرف شخص واحد فيحكم به على الجميع، وهذا كله من الخطأ، فهذا السلوك سوء خلق وجحود للفضائل، ويدل على متحدث ليس له رأي ولا إيمان حقيقي".
ونفى مفتي السعودية وجود أي تقصير في الحج وقال: "أن الحج قد أُدي على أحسن حال وأتم حال"، مشيراً إلى أن "من في قلبه مرض أو سوء لا يزال يقدح بكل سوء، ويغرد بكل خطأ ويقول ما يقول، وهذا كله من الخطأ والواجب على المسلم أن يعين على الخير، وإذا كان له رأي خاص فليبعث به، أما أن يتحدث بأحاديث كذب ومخالفة للواقع ويغتنم أي خطأ، وإن قل، ليجعله وسيلة للقدح في الأعمال العظيمة، فهذا في الحقيقة جحودٌ للفضائل وسوء خلق".
ولكن الشيخ محمد العريفي أوضح أنه من بداية الحج كان لديه فريق إعلامي يكتب تغريدات للناس للتعريف بأحكام الحج، ويعرض جهود المملكة في العناية بالحجاج بلغ عددها 200 تغريدة، منها 4 تغريدات بالصور، مثنيًا على جميع القطاعات.
وعن تغريدته التي انتقد فيها قطار المشاعر وعدم انضباط مواعيده قال العريفي في حوار مطول له بعد أداء مناسك الحج: "لما رأيت الزحام الشديد، وعدم التعامل الصحيح مع الحشود، وتعطُّل بعض أبواب القطار، والمصاعد، والسلالم، وحالات الإغماء، كتبت تغريدتي هذه؛ وذلك لأن أصحاب الحملات ذكروا أنهم أرسلوا بملاحظات ولم تعدل. لذا كتبت تغريدةً محددةَ المعالم عن قطار المشاعر فقط، ويوافقني على مضمونها أكثر الحجاج".
وتابع العريفي: "تلقيت بفضل الله شكرًا وثناءً من جهات رسمية على ما نشرته صفحاتنا في الحج".
وكان العريفي قد كتب تغريدة على تويتر قال فيها: "قطار المشاعر السنة أسوأ من العام، شكاوى الحجاج كثرت؛ عدم انضباط مواعيد، توقف متكرر بلا سبب، إهمال لترتيب الحشود، تعطل المصاعد والسلالم الكهربائية".