أحدث الأخبار
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد

إنه الجوع للتواصل !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-10-2014


الجوع هو ما يدفع الإنسان عبر تاريخه الطويل إلى الفعل، كل الأفعال التي صدرت عن الإنسان كان مردها الجوع، الجوع للطعام دفعه لمراكمة تاريخ طويل من ثقافة الصيد، والطعام، والزراعة، والحروب، والعلوم، والاختراعات، والحب والزواج والكلام والخ، فكلما أشبع الإنسان جوعا لاح له آخر، وربما من هنا ظهر العديد من النصوص الدينية والأدبيات التي تعمق فكرة الجوع هذه في معناها الواسع الممتد الذي لا يتعلق بالطعام فقط ولكن بكل شيء!

اليوم وقد توافر للإنسان كل سبل الراحة والرفاهية، وسد جوعه للحرية والتعبير وتحقيق الذات وغير ذلك يجد أن حاجته للتواصل مع الآخرين بدأت تتبلور كجوع جديد يلح عليه بشكل اصبح يتطور ويبرز على سطح الحياة الإنسانية المعاصرة بأشكال مختلفة، وقد تثير بعض هذه الأشكال جدالات ومشاكل أحيانا، فمثلا إذا تأملنا هذا الإفراط في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا الإدمان في استخدام الهواتف وتطبيقات المحادثة مثلا، نجد أن بعضنا مستعد أن يقضي يومه متحدثا في هذا الفضاء الافتراضي مع شخوص افتراضيين، افترض معظمهم أنهم أصدقاء وأنهم أحباب وأنهم أكثر من ذلك، وقد يبدو الأمر مقبولا للذين يعرفون بعضا قبلا، أما الذين لم يسبق لهم التعارف أو التلاقي فتبدو مسألة الصداقة والأحاديث الممتدة أمرا مثيرا ودافعا للتأمل وللتفكير من دون أن يكون في ذلك أي إشارة للرفض أو الاستنكار بطبيعة الحال !

قديما توصل عالم الاجتماع العربي (ابن خلدون) إلى أن الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، وتلك حقيقة لا تحتاج إلى طول جدال لإثباتها، حتى إن واحدة من تجليات استغلال هذه الطبيعة الفطرية تبدو فيما يعرف بالعقوبة المشددة في السجون والمعتقلات وذلك بوضع الإنسان في زنزانة أو سجن انفرادي، فالبقاء وحيدا، وفي السجن تحديدا يبدو عقوبة لا تطاق، ومن هنا يبدو التواصل اليوم نوعا من رفض الوحدة الاختيارية التي فرضتها طبيعة وظروف الحياة الحديثة على الناس، وهو نوع من كسر العزلة أو الزنزانة الحيواتية الانفرادية، اليوم اكتشف الإنسان نكاية بهذه الوحدة وبالذين فرضوها عليه طريقة سهلة، بسيطة وغير مكلفة ليظل متواصلا مع الخارج، مع الآخر، مع العالم البعيد، مع الثقافات الأخرى، مع الجنس الآخر، مع النهار إذا كان وقته ليلا، ومع الحضارة إذا كان يقبع في عمق التخلف، مع المتغير والأفضل والمتنفس.

من خلال الشبكة العالمية للتواصل، من خلال مواقع التواصل بكل تطبيقاتها الخرافية، ومن خلال المحادثات الهاتفية بالصوت والصورة ومجانا رغم كل محاولات الحظر الرأسمالية التي تفرضها شركات الاتصال المعتمدة والرائدة !

اعتقد بأننا جميعا في خضم هذه الحياة القاسية، ونحن نعاني الكثير من الضغوطات، الإحباطات، الفشل في علاقاتنا العاطفية وزيجاتنا الجديدة، تخلي الأصدقاء، ضيق ذات اليد أحيانا، توحش السوق ونظام الاستهلاك، كثرة المطالب والأعباء في البيت والعمل وتحديدا المرأة، في وسط كل هذا تتحول الرغبة في الفضفضة والكلام إلى جوع حقيقي يحتاج إلى إشباع، ولذا فإن كل الدراسات التي يحفل بها حقل الإعلام وعلوم الاتصال يغفل هذا الجانب النفسي الإنساني ويركز على الرسالة الإعلامية والمرسل والمتلقي والعوامل المؤثرة و

بينما الجوع يعتبر سببا رئيسيا في انتعاش سوق الاتصالات والهواتف ومواقع التواصل، فهو جوع مبرر ومشروع وطبيعي.

الإنسان كائن اجتماعي لا يحب العزلة، حتى الغارقون فيها لا يحبونها لكنهم يخافون ويتجنبون الخيبات لا أكثر كما يقول الروائي الياباني هاروكي موراكامي !