للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، صعدت إيران من هجومها على السعودية، وانتقدت تخفيضها أسعار النفط الخام، وأنها تستخدم بشكل مفرط مخزونها من النفط الخام، محاولة بذلك تخفيض أسعار النفط في الأسواق العالمية، الأمر الذي ينذر بتصعيد بين الرياض المشغولة الآن في موسم الحج، وبين طهران التي أعلنت عن تضجرها من القيود السعودية المفروضة على الحجاج الإيرانيين.
فمن جانبه انتقد خطيب عيد الأضحى في العاصمة طهران آية الله موحدي كرماني الأحد الماضي، السعودية بشدة وقال: "إن الحج وبيت الله الحرام (أسيران) بيد (الوهابيين) الذين لا يسمحون للأمة الإسلامية أن تؤدي مناسك الحج بالشكل المتوخى".
وقال كرماني: "إنه إن أقيمت أعمال الحج (بصورة جيدة)، فإن الأمة الإسلامية ستتبوأ مكانة مرموقة، وإن قدّرت الأمة الإسلامية الحج حق قدره واستفادت من البركات المعنوية للحج كما يجب، وإن استطاعت أن تصحو من غفلتها وتعرف سبل التصدي للعدو ومكائده، فإنها لن تذوق مرارة الذل والهوان، رغم أن المؤسف هو أن الحج وبيت الله الحرام هما أسيران بيد الوهابيين الذين لا يدعون للأمة الإسلامية أن تستثمر مزاياه المعنوية".
أما المرة الثانية فكانت أمس الثلاثاء، حيث انتقدت إيران سياسة المملكة العربية السعودية التي تنتهجها في بيع البترول في القارة الآسيوية، مؤكدةً أنها لن تدخل في تنافس على أسعار البترول- طبقا لوكالة مهر الإيرانية- وقالت الوكالة: إن شركة النفط الوطنية الإيرانية، انتقدت المملكة العربية السعودية، كبرى الدول المنتجة والمصدرة للنفط الخام في منظمة (أوبك)، كونها قلصت سعر برميل النفط الخام في الأسواق العالمية دولارًا أمريكي للبرميل الواحد.
وذكر مسؤول في الشركة الوطنية الإيرانية أن خبراء أسواق الطاقة العالمية الأمريكيين، اعتبروا أن المملكة العربية السعودية تستخدم بشكل مفرط مخزونها من النفط الخام، محاولة بذلك تخفيض أسعار النفط في الأسواق العالمية، مبينين أن البيت الأبيض يمارس بذلك مزيدًا من الضغوط المالية ضد الكرملين الروسي، وذلك من خلال تخفيض أسعار النفط.
وأضافت الشركة أن شركة أرامكو لتكرير البترول المشتركة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وضعت على جدول أعمالها تخفيض أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وقال المسؤول الإيراني: إنه لذلك تقوم السعودية ببيع النفط بأسعار متدنية في التجزئة والمزادات العلنية في الأسواق الآسيوية، مبينًا أن صادرات المنتج الإيراني من خام النفط والغاز ما زالت على وضعها الطبيعي، وأن الشركة لا ترى ضرورة إلى خفض الأسعار، وكان مدير العلاقات العامة في الشركة الإيرانية سيد محسن كمساري، سبق أن قال: "إن صادرات النفط الإيراني في الشهور الستة الأولى من العام الجاري بلغت أهداف الموازنة لهذا العام".