استحدثت وزارة التربية والتعليم وحدة حماية الطفل كجهة مختصة لتلقي البلاغات والشكاوى الخاصة بالتجاوزات والمخالفات لأي من حقوقه، أو أي إساءة يتعرض لها الطفل عند حدوثها أو الاشتباه بحدوثها في حرم المدارس الحكومية والخاصة ومرافقها، وحافلات النقل المدرسي، أو المعسكرات والأنشطة الداخلية والخارجية التي يتم تنظيمها من المؤسسة التعليمية أو الوزارة.

 كما عممت الوزارة آلية الإبلاغ عن حالات الإساءة الواقعة على الطفل على جميع إدارات المدارس الحكومية أمس، مؤكدة إلزامية ووجوب التبليغ عند حدوث الإساءة أو الاشتباه بحدوثها.. ووحدة حماية الطفل هي وحدة تنظيمية تتبع إدارياً قطاع الرعاية والأنشطة، وتلحق بإدارة الإرشاد الأكاديمي والمهني.

ووضعت الوزارة ستة أهداف للوحدة هي تنفيذ آليات وتدابير حماية الطفل في المؤسسات التعليمية والمنصوص عليها في القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 ولائحته التنفيذية، وكذلك تنفيذ سياسة حماية الطفل في المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، وحماية الطفل من كافة أشكال الإساءة والتمييز والإهمال والاستغلال التي قد يتعرض لها، سواء وقع ذلك من شخص له ولاية على الطفل أو سلطة أو مسؤولية أو تجمعه به أي علاقة كانت.

ومن الأهداف أيضاً المدرسة والعمل على توفير بيئة مدرسية آمنة للطفل تشعره بالحماية من كل ما يهدد وجوده أو صحته الجسدية والنفسية، وحمايته من الإساءة والاستغلال الجنسي، وضمان التزام المؤسسات التعليمية بالمعايير المعتمدة في الدولة في مجال السلامة والصحة والوقاية من الإصابات والتأكد من كفاءة الموظفين الموكلة إليهم أعمال حماية الطفل من الإيذاء والإهمال وتمكين الطفل من حقوقه.

وحددت الوزارة 118 نوعاً من أنواع الإساءة للطفل، ووزعتها على أربع درجات خطورة هي «العالية جداً» التي تتطلب تدخلاً فورياً من قبل الجهات المختصة كون حياة الطفل تكون معرّضة للخطر، و«العالية» والتي يتم التدخل فيها خلال يوم عمل واحد، و«المتوسطة» خلال يومي عمل و«المنخفضة» خلال 3 أيام عمل، وهي تندرج تحت بنود الإساءة الجسدية والجنسية وتعاطي وإدمان المواد الضارة بالعقل والصحة، والإهمال، والإساءة النفسية والأخلاقية.

وتتضمن الدرجة الأولى من الإساءة وهي «العالية جداً» 55 نوعاً منها عدم إصدار الأوراق الثبوتية وعدم إلحاق الطفل بالتعليم، وعدم إلحاق ودمج أصحاب الهمم في التعليم حسب تعليميات الجهات الرسمية، والتنمر من قبل الطلاب، ومشاهدة أفلام الرعب، والألعاب الإلكترونية التي تساعد في الوصول لمرحلة الانتحار، ومنها أيضاً الضرب الذي يؤدي إلى إعاقة والحرق والجروح العميقة، والاعتداء الجنسي، واستغلال أصحاب الهمم جبسياً، وتصوير أو نشر أو تداول صور لأطفال في وضعيات إباحية.

وتضمنت درجة الخطورة الثانية 25 نوعاً من الإساءة منها الحرمان من اللعب والحبس داخل الغرفة، والاستهزاء بالعيوب الخلقية، والقيام بحركات إباحية أمام الطفل، والتغيب عن التعليم من دون عذر موجب، والضرب المتكرر.

وفي الدرجة الثالثة 31 نوعاً من الإساءة هي فقدان الطفل في الأماكن العامة نتيجة الإهمال، وعدم الاهتمام بنظافة الطفل الشخصية، والتعنيف، ومداعبة الطفل بشكل غير مقبول.

وفي الدرجة الرابعة منخفضة الخطورة 7 أنواع من الإساءة منها الإهمال العاطفي مثل النبذ والإهانة، وعدم اهتمام الأسرة بالمستوى الأكاديمي للطفل، مثل الواجبات اليومية، وإتلاف مقتنياته، ووضعه تحت ضغوط تفوق إمكانياته.

وحددت وزارة التربية مهام واختصاصي حماية الطفل المعني باتخاذ تدابير الحماية اللازمة إذا وُجد ما يهدد سلامة الطفل أو صحته البدنية أو النفسية أو الأخلاقية أو العقلية، ومن واجباته إخراج الطفل من مواقع الخطر، وإجراء بحث اجتماعي شامل يوضح فيه الظروف والملابسات المحيطة بالطفل، وإعادة تأهيل الطفل نفسياً وجسدياً من قبل المختصين، والقيام بزيارات ميدانية للطفل.

ومن اختصاصه أيضاً رفع توصية للجهات المعنية لدعم أسرة الطفل، ومنع الطفل من ممارسة أعمال من شأنها إيقاع الضرر به أو منع ارتياده أماكن تهدد سلامته الجسدية والنفسية والأخلاقية، ورفع تقرير لجهة عمله لمخاطبة النيابة العامة إذا اقتضى الأمر توجيه إنذار للقائم على رعاية الطفل، ورفع تقرير لوحدة الحماية التي يعمل بها ويوضح فيها الظروف والملابسات المحيطة بالطفل في حال الحاجة لمخاطبة النيابة العامة.

أما التدابير الوقائية التي يمكن لاختصاصي حماية الطفل أن يقوم بها فهي إشراك الطفل في البرامج والأنشطة التي تدعم شخصيته، والعمل على إكساب الطفل والأسر المهارات اللازمة للتعامل مع المشكلات من خلال الدورات والورش التدريبية، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لاتخاذ ما يلزم بشأن سلامة الطفل وحماية حقوقه، وتوجيه الطفل وتوعيته بالمخاطر التي قد يتعرض لها.