أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

الوجوه التي توارت!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-10-2019

الوجوه التي توارت! - البيان

في واحدة من رواياته، وأحسبها «صخرة طانيوس»، يذكر أمين معلوف أنه (ما من قرية أو مدينة تخلو من مجنون أو رجل دين، ورجل الدين هذا قد يكون شيخ المسجد، أو خوري الكنيسة) فأما المجنون فغالباً ما يجهل الناس متى أو كيف عثروا عليه هكذا، وكأنهم ورثوه مع تاريخهم وسائر معالم بلدتهم، وفي طفولتنا اعتدنا وجود شخص كهذا، كنا نختلق حوله قصصاً غامضة ونركض خلفه نقذفه ببعض الكلمات الجارحة، وبما يقع في أيدينا!

في الحي الذي شهد طفولتي كان هناك أكثر من مختل، لا نعلم أهلهم ولا أين يسكنون، نتخيل أنهم ينامون في الأزقة أو داخل المسجد، وحين كبرنا أخذتنا الظروف من أيدينا وتنقلت بنا من حي لحي آخر، بالتدريج اختفى أولئك الأشخاص، لم يسأل عنهم أحد، ولم يفتقدهم أحد، لكن مع انسحابهم من مشهد الحياة اليومية للأحياء الجديدة اختفت الكثير من ملامح الحياة التي اعتدناها، وأصبح الناس يهمهمون بالشكوى!

أصبحت الأحياء أجمل لكن خفتت العلاقات الحميمة بين قاطنيها، وتوارى الجيران الطيبون الذين يزورونك كل يوم حاملين معهم أشياء عادةً ما تبهج الصغار، اختفى الصغار الذين يلعبون في فضاء الحي من دون خوف، وأصبحت المناسبات الجميلة مجرد احتفالات شكلية، أما العجائز الذين كنّا نصادفهم يسيرون بهدوء يزورون هذا ويتحدثون مع ذاك فلم نعد نصادفهم، كما اختفت الشخصيات الغامضة من الحكايات؛ لأن الأمهات توقفن عن القصّ ورحلت الجدّات، وأصبح كل هذا في حكم الماضي!

اكتشفنا لاحقاً أن أولئك المجانين كانوا أناساً طبيعيين وطيبين جداً، أصيبوا بصدمات أو أمراض أو مواقف لم تحتملها شفافية نفوسهم فانكسروا تحت ثقل تلك المواقف، كما اكتشفنا أن هؤلاء قد ازدادوا ولم ينقصوا أبداً لأن الصدمات أصبحت أكثر، وأنهم صاروا يحتجزون في مشافٍ خاصة، كما يحتجز العجائز في دور المسنين!

هؤلاء الذين تواروا كانوا يمنحون الحي بركته وحيويته وهويته، وروحه اللطيفة.