هاجمت منظمة يمنية، التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، واتهمته بانتهاك قوانين الحرب باستهداف المدنيين عبر مقاتلاته بطريقة ترقى لجرائم الحرب.

وقالت منظمة "سام" للحقوق والحريات، ومقرها جنيف إن التحالف "يمارس نوعا من التعمد في قتل المدنيين بإصراره على تكرار هذه الضربات بصورة دورية وشبة ممنهجة".

وأدانت في بيان لها، مقتل 7 مدنيين قتلوا في قصف نفذته مقاتلات التحالف على منزلهم في محافظة تعز أمس الأول، الجمعة.

وحسب المنظمة فإن القصف وقع في تمام الساعة الرابعة من بعد عصر يوم الجمعة الماضي، حيث استهدف صاروخ أطلقته إحدى طائرات التحالف على منزل عبدالقوى عبده احمد الكندي (70 عاما)، الواقع بمزرعته في منطقة ورزان جنوب شرق محافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 7 مدنيين وإصابة أربعة آخرين.

وفي تفاصيل الواقعة تقول "سام"، وبحسب رواية أحد الأطفال الناجين من الحادث لأحد أقربائه، فإن صاروخا أصاب بصورة مباشرة منزل الكندي، ما أدى إلى مقتله فورا  مع جميع  أفراد أسرته الذين كانوا متواجدين معه في نفس الغرفة، وعددهم 6 أفراد بينهم "زوجته وثلاثة أطفال".

وبعد سقوط الصاروخ الأول بعشر دقائق تقريبا، عاد الطيران واستهدف الجزء الآخر من المنزل فأصاب من كان نجا من الضربة الأولى وهم "امرأتان وطفليهما لم تتجاوز أعمارهم الأشهر" .

وطالب رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات توفيق الحميدي، التحالف العربي بقيادة الرياض بإيقاف جميع هجماته على المدن اليمنية ذات الكثافة السكانية والبعيدة عن مناطق المواجهة والتي لا تشكل أي خطورة أو أهمية عسكرية.

وأكد الحميدي أن الهجمات التي تستهدف المباني السكنية وتسقط المزيد من المدنيين تعد هجمات غير شرعية، ومخالفة لمبدأ الضرورة والتمييز العسكري، وتشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني في اليمن.

وذكّر بيان المنظمة التحالف بأن قوانين الحرب تحظر جميع الهجمات على المدنيين أو تلك التي لا يمكنها التمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية. مشيرا إلى نص المادة (25) من لائحة لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لعام 1907: "تحظر مهاجمة أو قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية أيًا كانت الوسيلة المستعملة".

وشددت المنظمة على أن الأفراد الذين يرتكبون انتهاكات خطيرة لقانون الحرب بنيّة جرمية – أي عمدا أو باستهتار – يجب ملاحقتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وإدانة الأفراد الذين يعاونون في ارتكاب جريمة حرب، أو يسهلونها، أو يساعدون عليها، أو يحرضون عليها. 

وأشارت إلى أن التحالف شنّ أكثر من مئتي غارة عشوائية جوية مخالفة لمبدأي التناسب والتمييز خلال السنة الماضية، أسفرت هذه الغارات عن مقتل وإصابة أكثر من 1200مدنيا، بالإضافة إلى أضرار كبيرة بالبنية التحتية الحيوية والهياكل المدنية الأخرى في انتهاك لقوانين الحرب.

 وأوضحت منظمة "سام" في بيانها أن التحالف "يمارس نوعا من العمدية في قتل المدنيين، بإصراره على تكرار هذه الضربات بصورة دورية وشبة ممنهجة، ودون وجود أي أمل في إجراء تحقيق موثوق يتمتع بالشفافية والحياد".