أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

على وقع المواجهة في غزة

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 06-05-2019

رضوان الأخرس:على وقع المواجهة في غزة- مقالات العرب القطرية

أكتب هذه الكلمات على وقع التصعيد والمعركة في قطاع غزة، صاروخ يسقط وآخر يصعد، غزة تقول بكل ضعفها وقوتها لا، في زمن يتسابق فيه آخرون لقول ما هو أكثر من نعم، متنافسين في تأدية طقوس التنازل والتفريط مع التطبيع.

تخوض غزة منذ يومين جولة مواجهة جديدة تصدياً لعدوان الاحتلال وجرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وقد كانت شرارة المعركة استهداف الاحتلال وقنصه وقصفه لعدد من الفلسطينيين يوم الجمعة الماضية، ما أسفر عن عدد من الشهداء والجرحى.

وكانت المقاومة هددت بالرد على ذلك قبل حدوثه، إلا أن الاحتلال على ما يبدو ظن أنه كما في كل مرة سينجح في كبحها عن تنفيذ تهديداتها، أو جزء منها من خلال الوسطاء أو المبادرات المجزئة.

على مدار شهور تمنعت المواجهة الواسعة، وجرت محاولات عديدة لتجنبها، والمقصود هنا المواجهة العسكرية، أما المواجهة بأشكالها المتعددة لم تتوقف للحظة، أو بمعنى أدق لم يتوقف العدوان، فما بين استهداف المتظاهرين، والاعتداءات المتكررة، ناهيك عن الحصار وتشديد الخناق الذي اشترك فيه القريب كما البعيد.

إن كل قطرة دم سالت وتسيل يشترك فيها المجرمون الذين أسهموا في حصار غزة وتشديد الخناق عليها، الجميع بات يعرف السبب المباشر للمعركة، وهو اعتداء الاحتلال وقتله عدداً من الفلسطينيين يوم الجمعة.

إلا أن السبب الباعث لكل هذا الغضب البادي في قذائف المقاومة المنهمرة على مستوطنات ومواقع الاحتلال، هو القهر، نعم القهر المتراكم في النفوس من حجم الظلم المركب الذي يعيشه الناس، فهؤلاء المقاومون هم آباء أطفال جوعى يبيتون دون حليبهم، وهم شباب أيضاً يصارعون دون أحلامهم، وينظرون إلى الأسى في عيون آبائهم والدمعات الحبيسة في عيون أمهاتهم.

تموت غزة ببطء منذ سنوات طويلة، فهذه المواجهة هي مواجهة فيها خليط عجيب من اليأس والأمل، فهم يأسوا من الانتظار والظلم والقهر، وقرروا الاستمرار بالمطالبة بحقوقهم بهذه الطريقة، فهم منذ ما يزيد عن عام حاولوا من خلال العمل الشعبي والمظاهرات قرب الحدود إيصال رسائلهم إلى العالم دون جدوى أو صدى حقيقي.

حتى الوسطاء والوفود لم يحملوا سوى الوعود التي سرعان ما كانت تتلاشى، ومنها الوعود أو التفاهمات التي جرى الاتفاق عليها قبل أسابيع بين المقاومة والاحتلال، عبر الوسيط المصري، والتي على ما يبدو ما كانت سوى حيلة من الاحتلال وكسب للوقت من أجل تمرير «الانتخابات الإسرائيلية» بأكبر قدر من الهدوء.

لا يبدو بالنسبة لي أن هذه الجولة ستنتهي بسرعة كسابقاتها، بل ستمتد لأيام على الأقل إن لم يكن لأسابيع أو أكثر، لأنها مرتبطة بمباحثات تجري ومحاولات من أجل الوصول إلى الاتفاق، فالمقاومة الفلسطينية تتعامل مع الحالة الراهنة وما سبقها، كما لو كانت في مواجهة عدوان إسرائيلي واسع. وهكذا صنّفت المقاومة حالة الإغلاق والتشديد التي يعيشها القطاع والتي تستنزف كل أوجه الحياة، وهي معادلة قررت المقاومة كسرها بكافة السبل، لا أحد يمكنه القول بأن ما يجري هو الخيار الأفضل، لا أحد يحب الحرب ولا الدمار، لكن لا يوجد سوي أو حر يحبّ القهر والجوع والذل والظلم.

وعلى وقع المواجهة والنيران المتبادلة تجري مباحثات غير مباشرة في القاهرة بين المقاومة والاحتلال بوساطة مصرية، لا يبدو أن المقاومة تعوّل عليها بالأساس إنما تعول على أدائها الميداني، وإلا لاكتفت بوعود الوسيط، وجداوله الزمنية التي كان من المفترض أن تسير وفقها التفاهمات الأخيرة وهو ما لم يحدث.