أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

بطولة مطلقة لنساء مجهولات

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-01-2018


لكي تصبح المرأة بطلة حقيقية في واقعها الذي تتحرك فيه، أو لكي تتمتع بنجومية خاصة في اتجاه مغاير لشهرة فتيات الموضة والتفاهة، ولكي تتحول إلى حالة أشبه بالرمز مثلاً فيتحدث الناس عنها بتقدير أو بتأثر، فإنها حتماً لا تحتاج إلى أن تكون صاحبة نفوذ ولا بطلة أفلام سينمائية، أو مغنية شهيرة أو مقدمة برامج أو غير ذلك مما يضمن الشهرة بمعناها السطحي. فأية امرأة تحتمل حياتها، وتكدح بشكل حقيقي في ظل ظروف قاهرة وضاغطة وقد لا تحتمل، بوعي كامل، يمكن أن تضمن استمرار حياتها وحياة أسرتها بعيداً عن ذل السؤال والاحتياج، لكي يحقق الجميع أحلامهم ويعيشوا بطمأنينة، هذه المرأة هي البطلة والرمز الحقيقي.

عادة ما تحتمل النساء الكثير من الضغوط والمشكلات، داخل الأسرة أو في العمل أو حتى على صعيد علاقاتهن الخاصة، ولأن المرأة كائن شديد الحساسية تجاه الأسرة والأبناء وتجاه فكرة المسؤولية بشكل عام، فإنها غالباً ما تبالغ في منح الآخرين الوقت والاهتمام والتفكير والمتابعة والرعاية أكثر مما تعطيه لنفسها، ودون أن تتلقى المقابل الذي تستحقه، إن هذا النكران يشكّل في حد ذاته أحد أكثر الضغوط النفسية عليها، كما أنه أحد أكثر الأسباب التي تصيبها بالاكتئاب والإحباط والأمراض الجسدية الفتاكة!

إن النساء في كل العالم هن أكثر من يدفعن فاتورة الحروب والنزاعات والأزمات السياسية والبطالة، كما أنهن أول من يدفعن نتائج تأزم الأوضاع الاقتصادية والأخلاقية في المجتمع، وأول من تتم مطالبتهن بالتضحية والصبر ونكران الذات لأجل الوالدين أو الإخوة أو الزوج، أو لأجل الأبناء، تحت مبرر أنهن الأكثر تأهيلاً واستعداداً للعطاء والتضحية، ولا اعتراض على ذلك، لكن الأمر يتحول إلى شكل من أشكال الاستغلال، حين لا تقابل تضحياتها وعطاؤها بأي نوع من الالتفات أو الامتنان، وكأنها أمر مفروغ منه، بينما الحقيقة خلاف ذلك تماماً!

في الحروب كما في الحياة العادية، وبسبب الفقر أو لأسباب أخرى، تأخذ المرأة كل ظروف الحياة على عاتقها، في الشدة والرخاء، وأمام بؤس المعيشة أو تخلي الرجل عن التزاماته أو هجره لها، وفي حال عقوق الأبناء أو فقدانهم، ولنفكر دقيقةً واحدة كيف تحتمل أمّ فقدان أبنائها، جميعهم في حادث حريق أو انفجار عبوة أو غرق سفينة مثلاً، كيف تستمر من دون عائل، كيف تحفظ نفسها أمام الشراسة والابتذال أو..

لكنها تحتمل وتستمر، تقف كجبل صامدةً ليستمر الباقون في حياتهم دون أي نوع من الاختلالات، ودون أن يربت أحد على كتفها يوماً ليسألها عن أوجاع قلبها وجسدها، أو يطلب منها أن تستريح ولو قليلاً، هؤلاء النساء المغمورات والكثيرات حولنا هن البطلات الحقيقيات في هذه الحياة! فتحية لهؤلاء جميعهن في كل مكان!