أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

بطولة مطلقة لنساء مجهولات

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-01-2018


لكي تصبح المرأة بطلة حقيقية في واقعها الذي تتحرك فيه، أو لكي تتمتع بنجومية خاصة في اتجاه مغاير لشهرة فتيات الموضة والتفاهة، ولكي تتحول إلى حالة أشبه بالرمز مثلاً فيتحدث الناس عنها بتقدير أو بتأثر، فإنها حتماً لا تحتاج إلى أن تكون صاحبة نفوذ ولا بطلة أفلام سينمائية، أو مغنية شهيرة أو مقدمة برامج أو غير ذلك مما يضمن الشهرة بمعناها السطحي. فأية امرأة تحتمل حياتها، وتكدح بشكل حقيقي في ظل ظروف قاهرة وضاغطة وقد لا تحتمل، بوعي كامل، يمكن أن تضمن استمرار حياتها وحياة أسرتها بعيداً عن ذل السؤال والاحتياج، لكي يحقق الجميع أحلامهم ويعيشوا بطمأنينة، هذه المرأة هي البطلة والرمز الحقيقي.

عادة ما تحتمل النساء الكثير من الضغوط والمشكلات، داخل الأسرة أو في العمل أو حتى على صعيد علاقاتهن الخاصة، ولأن المرأة كائن شديد الحساسية تجاه الأسرة والأبناء وتجاه فكرة المسؤولية بشكل عام، فإنها غالباً ما تبالغ في منح الآخرين الوقت والاهتمام والتفكير والمتابعة والرعاية أكثر مما تعطيه لنفسها، ودون أن تتلقى المقابل الذي تستحقه، إن هذا النكران يشكّل في حد ذاته أحد أكثر الضغوط النفسية عليها، كما أنه أحد أكثر الأسباب التي تصيبها بالاكتئاب والإحباط والأمراض الجسدية الفتاكة!

إن النساء في كل العالم هن أكثر من يدفعن فاتورة الحروب والنزاعات والأزمات السياسية والبطالة، كما أنهن أول من يدفعن نتائج تأزم الأوضاع الاقتصادية والأخلاقية في المجتمع، وأول من تتم مطالبتهن بالتضحية والصبر ونكران الذات لأجل الوالدين أو الإخوة أو الزوج، أو لأجل الأبناء، تحت مبرر أنهن الأكثر تأهيلاً واستعداداً للعطاء والتضحية، ولا اعتراض على ذلك، لكن الأمر يتحول إلى شكل من أشكال الاستغلال، حين لا تقابل تضحياتها وعطاؤها بأي نوع من الالتفات أو الامتنان، وكأنها أمر مفروغ منه، بينما الحقيقة خلاف ذلك تماماً!

في الحروب كما في الحياة العادية، وبسبب الفقر أو لأسباب أخرى، تأخذ المرأة كل ظروف الحياة على عاتقها، في الشدة والرخاء، وأمام بؤس المعيشة أو تخلي الرجل عن التزاماته أو هجره لها، وفي حال عقوق الأبناء أو فقدانهم، ولنفكر دقيقةً واحدة كيف تحتمل أمّ فقدان أبنائها، جميعهم في حادث حريق أو انفجار عبوة أو غرق سفينة مثلاً، كيف تستمر من دون عائل، كيف تحفظ نفسها أمام الشراسة والابتذال أو..

لكنها تحتمل وتستمر، تقف كجبل صامدةً ليستمر الباقون في حياتهم دون أي نوع من الاختلالات، ودون أن يربت أحد على كتفها يوماً ليسألها عن أوجاع قلبها وجسدها، أو يطلب منها أن تستريح ولو قليلاً، هؤلاء النساء المغمورات والكثيرات حولنا هن البطلات الحقيقيات في هذه الحياة! فتحية لهؤلاء جميعهن في كل مكان!