أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

ما وظيفة المثقف؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-01-2018


ما مهمة أو وظيفة المثقف أو صاحب الوعي في مجتمعه أو في جماعته؟ قد يقول قائل بتهكم مقصود إنه شخص بلا وظيفة غالباً، أو إنه الشخص الذي لا يستقر في وظيفته عادةً لأنه دائم الاعتراض أو كثير الانتقاد، وقد يقول البعض إذا أنصفه إنه الشخص الذي يهتم بالأدب والكتب والشعر، شخص رومانسي النظرة، مثالي التفكير، يعيش معتزلاً أو بعيداً عن الناس أو في برج عاجي، وهؤلاء لا يشرحون مهمة المثقف، ولكنهم يضعون له تعريفاً مجتزأً مع الأسف، وذلك بذكر اهتماماته وميوله فقط!

إن المثقف الحقيقي، هو صاحب الوعي المبني على المعرفة والاهتمام بشؤون مجتمعه، المتابع لا المعتزل، المهتم وصاحب المعاناة وليس ذاك المكتفي بذاته في برجه العاجي، الذي يكتب ويتحدث بلغة الناس وبهمومهم ومشاكلهم وآمالهم وطموحاتهم وقد يحلم كما يحلمون، وهو الذي يتحدث حين يصمتون أو يصرخ حين يعجزون عن الصراخ، هذا المثقف الذي راكم الكثير من المعرفة بالدراسة والبحث والقراءة والاطلاع ومخالطة الناس والسفر، يسعى في كل حركته في الحياة لهدف رئيس هو طرح المزيد من الأسئلة على واقعه الذي يعيش فيه!

أول الأسئلة التي يهتم بطرحها هو سؤال التغيير نحو الأفضل، كيف نعيش واقعنا بشكل أفضل؟ كيف نتغير ونغير؟ كيف نتحصل على الوسائل والأدوات التي تعيننا على اقتحام المستقبل بقوة؟ ثم يأتي سؤال المعرفة: كيف نوفر مصادر المعرفة، كيف نطور التعليم؟ كيف نساهم في إيجاد مؤسسات ثقافية فاعلة؟ كيف ندفع الشباب نحو التعليم والقراءة والتمكين؟ أما سؤال الحرية فأحد أهم الأسئلة التي يحملها المثقف ويطرحها دائماً عبر كل القنوات وبأكثر من شكل، إنها تلك الحرية المنضبطة التي تصب في مصلحة المجتمع وقيمه ورفاهيته وتحسين ظروف حياته وحياة شبابه، لا حرية الفوضى ولا الحرية التي بلا هدف، فليس هناك ما يمكن تسميته بالحرية المطلقة في أي مكان على وجه الأرض!

المثقف شخص قلق بحكم تلك الأسئلة التي تسكنه، لكنه ليس سوداوياً ولا سلبياً ولا متشائماً، حتى وإن وُجد مثقفون على هذه الشاكلة فإن ملايين من غير المثقفين يحملون السمات نفسها، لكن صاحب الهم قلق بطبعه، وصاحب السؤال باحث أبدي عن إجابات لسؤاله، ومن عدم الإنصاف أن نسعى لتأطيره ووضعه في قالب سلبي أو ساخر كما فعلت السينما والدراما العربية للأسف الشديد، وكما أسهمت النخب العربية في تكوين هذه الصورة النمطية للمثقف حين تبنت أفكاراً وتوجهات ونظريات من الشرق ومن الغرب لا تمت لمجتمعاتها فعزلت نفسها، وابتعدت عن عمقها الحقيقي ألا وهو الناس الحقيقيون برغم كل الفوارق الفكرية والسلبيات!